ثلاث مشهديات تقاطعت في الفترة الحالية، لتولّد أحكاماً وانطباعات حول ربط المرأة المحجبة بالعنف المنزلي درامياً. من «حنين» الشخصية التي جسدتها كارين رزق الله في «بردانة أنا» (كتابة كلوديا مرشليان-اخراج: نديم مهنا) والتي انتهت صريعة الموت بعد تعنيف زوجها لها، الى «حوراء في «مرايا الزمن» (كتابة فتح الله عمر، وإخراج محمد وقّاف، وإنتاج «مركز بيروت الدولي») التي اكتشفت بعد زواجها أن شريكها يتعاطى المخدرات، مما دفعه الى تعنيفها وتحويل وجهها الى مجموعة كدمات، الى نادين نجيم التي نشرت اخيراً صورة لها من مسلسل «20 20 »وتظهر فيها بلباس الحجاب وعلى وجهها آثار العنف. هذه الصور والشخصيات أثارت أخيراً، تساؤلات حول تكريس هذه الصورة للمرأة المحجبة، وان أتت خارج خدمة السياق الدرامي. على سبيل المثال، المسلسل الذي يعالج قضية العنف الأسري وزواج القاصرات ويضيء على أحوال النساء: «بردانة أنا»، لم يكن مسوغاً لشخصية حنين ارتداء الحجاب، سوى الدلالة على أنها من بيئة مسلمة لا أكثر ولا أقل، في غياب أي مظاهر أخرى في العائلة قد تدل على ديانة عائلتها. ويمكن هنا، بما أن القصة متخيلة كما يورد المسلسل في شارته، أن لا يكون الحجاب موجوداً كونه لا يقدم ولا يؤخر في السياق سوى في تكريس هذا الربط بين الحجاب والتعنيف. وإن ذهبنا أبعد، بين البيئة المسلمة والعنف الأسري، وهذا الأمر يخرجنا عن الواقع كون الجرائم المرتكبة بحق النساء تعنيفاً وقتلاً لا تقتصر على بيئة محددة ولا على ديانة بعينها أيضاً. في مسلسل «مرايا الزمن»، الكاتب ملزم هنا الدخول الى بيئة إسلامية بما أن «مركز بيروت الدولي»، يحرص في أعماله على التقيّد بهذه البيئة وإظهار تفاعلاتها، ضمن حلقة واحدة تضيء عليها وتعرض بعدها على «المنار». لكن هذا العام، كان لافتاً خروج الشركة المنتجة عن تناول قصص المقاومة وتجسيد بطولاتها ضمن سياق إجتماعي درامي، لنذهب الى حبكة أخرى، تطرح فيها قضايا للمرة الأولى ربما على شاشة المقاومة، تبدأ بالمخدرات والعنف الأسري ولا تنتهي بتناول ظاهرة مساوىء وسائل التواصل الإجتماعي. أما شخصية نجيم التي ما زالت طي الكتمان بما أن العمل لم يكتب له أن يكون في السباق الرمضاني، فقد أثارت الصورة التي نشرتها حفيظة كثيرين، خاصة أنها أوردت في تعليقها ان إحدى المعجبات لم تعرفها في الحجاب وسألتها عن التصوير وأبطاله. قد يكون من الطبيعي أن تتغير ملامح نجيم بعد ارتدائها الحجاب، وظهور كدمات عنفية على وجهها، لكن الأمر بدا كجزء استعراضي مارسته نجيم العام الماضي، في مسلسل «خمسة ونص،» عندما ظهرت برأس حليق، تضامناً مع اطفال السرطان، وتماهى معها عدد من الأطفال، ليتبين بعد أيام قليلة أن الحركة لا تندرج سوى في خانة الإستعراض والصعود على قضية حساسة كسرطان الأطفال، إذ رأينا نجيم بعد ساعات قليلة تنشر صوراً من داخل صالون الحلاقة، لتسأل جمهورها عن «اللوك» الجديد!