مقتل جورج فلويد الذي أشعل سلسلة من الإحتجاجات غير المسبوقة في الولايات المتحدة الأميركية، حضر بقوة على القنوات اللبنانية. حتى إنه أشعل حماساً في بعضها في حياكة أدبيات يشعر المتابع من خلالها، أنه مقيم في تلك الولايات المشتعلة، وجزء من حركة الشوارع هناك. منذ الخامس والعشرين من أيار (مايو) الماضي، تاريخ اعدام شرطي أميركي لفلويد في الشارع وأمام عدسات المصورين، والإعلام اللبناني يتابع بتفاوت هذه الحادثة وتداعياتها في الداخل الأميركي، حتى أنه حضر بقوة في استهلاليات نشرات الأخبار. ومن أبرز القنوات التي قادها حماسها الى تقديم الحدث الأميركي على ما عداه، قناة «المنار» التي رأت أن «النار وصلت الى وسط الدار الأميركية». مقدمة تحدثت عن «مرحلة خطيرة ومنعطف قد يصعب التعاطي معه داخلياً». وفي استهلالية أخرى (31 /5)، تحدثت القناة عن الإستفزاز العنصري الذي يمارسه ترامب ضد طبقات واسعة «مطلقاً يد الشرطة بعنف». على الخط عينه، سارت «الجديد» التي باتت تعنون الحدث الأميركي بـ «أميركا تنتفض» وتهاجم ترامب في مقدمات نشرة أخبارها، وتسخر من قضائه ساعة تحت الأرض ليحتمي من المتظاهرين أمام «البيت الأبيض»، وتستعير عبارة فلويد قبل وفاته لتسقطها على الرئيس الأميركي «لا أستطيع أن أتنفس». ومع غياب نسبي لتعاطي الإعلام اللبناني مع الإحتجاجات الأميركية، وإلقاء الضوء أكثر على خلفية الإحتجاجات وتاريخيتها، فإن lbci على سبيل المثال، استعانت أول من أمس، برئيس «معهد الشرق الأوسط» بول سالم الذي شرح تاريخية الصراع العرقي والطبقي داخل الولايات المتحدة الأميركية. لكن قبيل تلك المقابلة، كان واضحاً مسار المحطة في تقييم الإحتجاجات، عندما أدانت أعمال الشغب، ووصفت ما يحدث بـ «انتصار الفوضى على القانون». هكذا، لبننت الحدث الأميركي وهبّت الحماسة على معظم المنابر اللبنانية، وساد الإنقسام مجدداً حيال «الفوضى»أو الإبتهال بانهيار النظام الأميركي.