بعد كورونا... أزمة هوية تواجه البرامج الاجتماعية

  • 0
  • ض
  • ض
بعد كورونا... أزمة هوية تواجه البرامج الاجتماعية
غيّر «الأحد منحكي» في هويته بشكل جذري

أصابت الأزمة الاقتصادية، وبعدها كورونا العامود الفقري للبرامج المتلفزة. بعد فرض الأزمة الصحية الأخيرة غياب بعض البرامج، وتغيير نمطها في مواكبة لها كجزء استكمالي من نشرات الأخبار، وبعد بدء فك الإقفال شيئاً فشئياً في المجالات العامة، انخفضت التغطيات التي تخص كورونا، إذ أضحت مجرد أرقام وإحصائيات تتضمنها نشرات الأخبار في يومياتها. لكن مع هذا المستجد، طرأت تغيرات بالجملة على نوعية البرامج الخارجة في الأصل عن كادر السياسة، أو المطعّمة بها بشكل طفيف. منذ ما يقارب ثلاثة أشهر تقريباً، يتقاطع كل من البرنامجين على «الجديد»: «أنا هيك» و«طوني خليفة»، بعدما أدخلت تغيرات جذرية على كل منهما، وخرج تحديداً «أنا هيك» عن مساره الاجتماعي والجدلي، ليصب في خانة الضيف الأوحد أو الموضوع الواحد، ان كان صحياً أو حتى أخيراً في الشق السياسي لدى استضافته وزيرة الإعلام منال عبد الصمد. هكذا، انسحب الأمر على خليفة، الذي بات برنامجه مخصصاً بجزئه الأكبر للحوارات السياسية والجدلية في البلاد، سيما مع عودة التظاهرات الى الشارع. على مقلب البرامج الاجتماعية أيضاً، عادت جيسيكا عازار الى «الأحد منحكي» (mtv) بعد قرار تخصيص تلك المساحة الى الرجال، واستضافتها أخيراً الممثل بديع أبو شقرا. كذلك أطلت كارلا حداد في «fi male، على lbci لتستكمل حفلات الترفيه مع ضيوفها الذكور، تحت عباءة دعم المرأة وتمكينها، مع ميل أكثر لتحويل الحلقة الى حوار يخص الضيف ويخفف من إقحام قضايا المرأة كما كان يحصل سابقاً. في الخلاصة، تعيش البرمجة الحالية، أزمة جوهرية، تحيلها هشّة تميل مع الأحداث كيفما مالت، أو حتى مع «التراند» كما حصل مع «الأحد منحكي» الذي غيّر جذرياً في هويته التي قام عليها في الأصل. لم نعد نتحدث هنا، عن خصوصية برنامج محدد، بل عن أرضية متحركة تتحكم بها ظروف القناة، والبلاد، والأزمات الإقتصادية والصحية، فتحيلها مجرد أسماء ثابتة لبرامج مختلفة، مع ديناميكية متحكمة في الفورما، التي تتشوه بحكم تلك الظروف.

0 تعليق

التعليقات