بعد استقالة القاضي محمد مازح أمس، بعيد حضوره الى «قصر العدل»، واستشفافه بأن مكيدة تحاك له، عبر تحويله الى التفتيش القضائي، بقرار من وزيرة العدل ماري كلود نجم، فيما كان الإستدعاء يقتصر فقط على استيضاح تصريحاته لوسائل الإعلام، احتفلت mtv بقرار الإستقالة، واصفة اياه في مقدمة نشرة أخبارها أمس، بـ«الضوء وسط العتمة»، ومشيدةً بـ «سلطة القانون التي لا يعلى عليها»، مدّعية بأن القرار أتى هذه المرة «باسم الشعب» الذي أكدّ بأن «الحرية الإعلامية لا تعطى بل تؤخذ من براثن الأحكام القضائية الخاطئة». أشادت قناة المرّ بما فعله «مجلس القضاء الأعلى»، وبـ«سلطة القانون». علماً أنها أول من ضرب بعرض الحائط القرار القضائي الصادر عن مازح، في تحدّ صارخ للقانون بغض النظر عن حيثية وقانونية القرار، باخراج السفيرة الأميركية دوروثي شيا على شاشتها بعد ساعات قليلة على اصدار مازح لقراره. في تقرير اخباري أمس، لم تخف المحطة فرحتها باستقالة القاضي، واعتبرت الأمر «خسارة لمنصبه القضائي». التقرير (ميريلا أبي خليل)، ادعى أن الإستدعاء سيركز على «أداء القاضي وقراراته الأخيرة»، فيما كان المعلن من قرار الإستدعاء السؤال عن الإطلالات الإعلامية لمازح. في نهاية التقرير، استعارت المعدّة، عبارة السفيرة الأميركية «طويت الصفحة»، وطمأنت اللبنانيين إلى أن «العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان جيدة»، وأن السفيرة خرجت على أكثر من وسيلة إعلام محلية، وبهذا الأمر يكون «قد انقلب السحر على الساحر» و«خسر مازح منصبه القضائي» بحسب التقرير. علماً أن القاضي قدم استقالته طوعاً، احتجاجاً على استدعائه ومساءلته، وهو يعلم بالتأكيد بأنه «سيخسر منصبه القضائي» تلقائياً!