من «اللحم الحيّ» هكذا يمكن توصيف تجربة الشاب محمد علي فوعاني، في برنامجه «مش غلط» الذي يبث على وسائل التواصل الاجتماعي. يقف فوعاني أمام المصوّر وحيداً على طاولة مستطيلة والى جانبه كوب شاي يتحاور معه، ليقدم مادة تمتد على أكثر من خمس دقائق، تركز في الوقت الحالي على التدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا تحجب باقي القضايا المعيشية التي تثير خضّة في البلاد، ضمن «ستاند اب» من الكوميديا السوداء، يشتغل فيه على المضمون بشكل أكثر، لايصال الرسائل المختلفة للمتابعين، وللقول بأننا كمجتمع قادرون على تنفيذ هكذا برامج بـ«صفر ميزانية» كما يقول في اتصال مع «الأخبار». مع العلم أن هذه الأعمال شبه مفقودة في هذا المجتمع الذي لا يفتقد بتاتاً الى المهارات أو المواهب بحسب فوعاني، بل يحتاج فقط الى جهة انتاجية داعمة. لكن الشاب اللبناني لم ينتظر قدوم الدعم المادي، للإنطلاقة التي بدأت قبل 3 أشهر، بل كان صاحب نظرية بأن ينفذ برنامجاً يحتاج الى امكانيات بجهد شخصي على طريقة one man show، إذ يتولى الكتابة مع وجود مساعد له في اعداد السيناريو، وكذلك المونتاج والتحريك والغرافيكس، وباقي المؤثرات المرافقة للحلقة. «مش غلط» البرنامج الأسبوعي، الذي يتخذ من اللغة الساخرة موئلاً له، بدأ يكبر جمهوره سيما مع الحلقات المتتالية التي تتناول قضايا الإنتحار أو تدخل السفارة الأميركية في الشؤون اللبنانية.
عشر دقائق مدة الحلقة الواحدة (بين ستاند آب واستكتش تمثيلي)، التي تستغرق من الوقت أكثر من 40 ساعة من العمل أسبوعياً، وتتكثف في دقائق قليلة، ويُعمل فيها على استجلاب كل عوامل الجذب البصري للمتابعين. تجربة فوعاني ليست الأولى في عالم النقد الاجتماعي والسياسي الكترونياً، فقد سبق أن قدم «فوعانيات» واسكتشات «ليلى وعلي» المشغول على طريقة الأنيمايشن، ويصوّر قصصاً اجتماعية، عن الحياة الزوجية التي أراد فوعاني من خلالها اظهار الوجه الإيجابي لهذه الثنائية الزوجية بعيداً عن الأحكام السلبية المسوّقة لها عنها.