لطالما كان الشيف أنطوان الحاج محطّ أنظار الميديا المحلية وحتى العربية، وإن من زوايا مختلفة. فقد استطاع في السنوات القليلة الماضية احتلال الشاشات من خلال شخصيته الخاصة وعلاقته بجمهوره المتابع له على «تلفزيون لبنان». الشيف صاحب الخبرة التي تزيد على 40 عاماً، حلّ أمس الأحد ضيفاً على صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، ضمن مقالة نشرت تحت عنوان Bartering Child’s Dress for Food: Life in Lebanon’s Economic Crisis (مقايضة ملابس الأطفال من أجل الغذاء: الحياة في ظل الأزمة الاقتصادية اللبنانية)، تتناول من خلاله الأزمة الخانقة في بلادنا وتتطرّق إلى التغيّرات التي طرأت على وصفات الشيف أنطوان ضمن برنامجه، في سياق التكيّف مع الأوضاع المعيشية الصعبة، وعجز الكثيرين عن شراء سلع ومنتجات معيّنة نظراً إلى ارتفاع أسعارها الجنوني. الصحيفة الأميركية وبعد تقديمها لمسيرة الشيف أنطوان، أضاءت على الشهرين الأخيرين اللذين شهدا انهياراً في العملة الوطنية وارتفاعاً في الأسعار، وإدراك الشيف أنطوان أن عدداً لا يستهان به من متابعيه بات غير قادر على شراء المواد الغذائية، وعلى رأسها اللحم الأحمر. هكذا، استعانت الصحيفة بكلامه الأخير الأسبوع الماضي عندما أكدّ للمشاهدين أنّ الطبقة الوسطى باتت فقيرة، والفقراء أصبحوا أكثر فقراً، مركزةً على استغنائه عن اللحم من قائمة أطباقه والاستعاضة عنه بوصفات أخرى نباتية بمعضمها، قائمة على مواد رخيصة مع القليل من الزيت والبيض. وطبعاً، لم يبخل الشيف الشهير على متابعيه بالنصائح للحفاظ على هذه الأطباق وغيرها في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، وشبه استحالة وضعها في الثلاجة.