قد ينجح ألبير كوستانيان في الملعب الإقتصادي الذي أرخى بثقله أخيراً على الساحة اللبنانية، ووضع «عشرين 30» (lbci)، في سياقه الواقعي، كونه خرج ليقارب الأوضاع الإقتصادية ويستشرف الخطط المستقبلية، لكن في خضم هذه المقاربات، كانت محطات دخل فيها كوستانيان، أمكنة أخرى، ومن خلفه المحطة، سعت الى تنفيذ أجندات محددة ضمن سياقات سياسية وأمنية متوترة. لا أحد ينسى المقابلة الشهيرة مع مساعد وزير الخارجية «لشؤون الشرق الأدنى» دايفيد شينكر، وتشاركه اياه حفلات التحريض ووسم «حزب الله» بالإرهاب واتهامه بـ«تلطيخ سمعة لبنان الإقتصادية». وها هو كوستانيان، بعد زيارة قائد «المنطقة الوسطى» في الجيش الاميركي كينيث فرانكلين ماكنزي الى لبنان، يجري حديثاً مقتضباً بث على lbci، أخيراً، مع الجنرال الأميركي، ويسأله عن دعم بلاده للجيش اللبناني الذي أصرّ ماكنزي فيه على تكرار: «ندعم الجيش اللبناني الوحيد المسلح في لبنان» في اشارة الى«حزب الله». ولعلّ المحطة الأكثر نفوراً في هذه المقابلة، صمت كوستانيان على ما تفوه به ماكنزي، لدى سؤاله عن الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة «لحماية المصالح اللبنانية»، فأجاب: «من الواضح أن لدى اسرائيل مصالح أمنية مشروعة». وأضاف: «إننا نتطلع الى اليوم الذي لا يكون فيه أي تهديد لإسرائيل». كلام يتسم بخطورة عالية، على شاشة لبنانية، ولا يقوم المضيف بالمقاطعة أو بالتوليف، لجنرال عسكري أميركي يخرج على lbci، ليتحدث عن «مصالح اسرائيل الأمنية»! أمس أيضاً، خصصت حلقة من «عشرين 30» مع السفير الفرنسي برونو فوشيه، للوقوف على نظرة فرنسا الى الأوضاع الإقتصادية في لبنان، وامكانية مساعدته، كما لم يخل الأمر من التعريج على المساعدات المالية والتدريبية التي تقدمها فرنسا للجيش اللبناني. وهنا، اشادة من فوشيه بقوات «اليونيفيل»، التي «جعلت لبنان من أكثر مناطق الشرق الأوسط استقراراً» عبر انتشارها على الحدود اللبنانية الجنوبية! رسائل بالجملة، يبدو أن lbci أخذتها على عاتقها، وأوكلت مهمة ايصالها الى كوستانيان، اذ تحوّل برنامجه أو حلقاته الخاصة الى صندوق بريد، للأميركيين والفرنسيين وغيرهم، في ما خص الجيش اللبناني ومن خلفه «حزب الله»، والأمن على الحدود، وباتت المقابلات تتخطى حدود المسموح به في الأعراف والق وانين المهنية والأخلاقية، ليصبح المشاهد أمام عبارات تتحدث عن «مشروعية لاسرائيل امنية»، وعن مقدرة «اليونيفيل»على ارساء الاستقرار في المناطق الجنوبية، في تصعيد إعلامي واضح في ظل صعود التوتر على الحدود، والهجمة المنظمة على الحزب داخلياً وخارجياً.