في الأسبوع الأول من تموز (يوليو) الماضي، كثفت mtv من حضور مارسيل غانم على شاشتها في برنامج «صار الوقت» الذي أضحى يومين في الاسبوع بدل مرة واحدة. كان الهدف وقتها، تحشيد أكبر قدر ممكن من الحملة الممنهجة على حكومة حسان ديّاب ومن خلفها «حزب الله» ودخول موجة الترويج لاستقالتها. استهلاليات من العيار الثقيل طبعت البرنامج وقتها، ضمن هجوم واضح وصريح على دياب ووزرائه، وقطع الصلة مع باقي الأطراف المتورطة في الأزمة النقدية والمالية. أطراف عمل في الأصل على التطبيل لها في برنامجه على رأسها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. أتى تفجير المرفأ، ليكون حبل الخلاص لغانم وبرنامجه ومن وراءه المحطة، وفرصة ذهبية لاستكمال أجندته، مع وجود أرضية شعبية غاضبة خصبة لهذا الانقضاض ومع تداعي الحكومة، وتقديم بعض وزرائها استقالاتهم لبعض. هكذا، رفع غانم السقف أمس ونصّب نفسه متحدثاً باسم الشعب، وموزعاً للوائح «الشرف» و«العار». هذه المرة، أخذ مجده في ساحة استديو «صار الوقت»، هو الذي بات لا يهنأ له الجلوس مطولاً على كرسيه، بل يعمد في كل مرة الى النهوض، واستعراض حركة يديه وجسده، وملامح وجهه، متوعداً، شاتماً، ومهدداً، للطاقم الوزاري. شحن غانم نفسه بجرعة أدرينالين، واستغل فرصة نكبة بيروت وابنائها، ليبني على حطامها وجثث شهدائها، استعراضاً لا يبعد كثيراً عن جنون العظمة. تفجير مرفأ بيروت، أعطى mtv، ومن خلفها غانم، المساحة الأرحب، لتظهير أصوات لم يكن لها أي اعتبار على الساحة السياسية اللبنانية، سيما بعد تشكيل الحكومة الحالية، ومحاولة الخروج من مأزق ما بعد «17 تشرين». هكذا، خرج على المحطة امس، كل من سامي ونديم الجميل، وباقي وجوه «الكتائب» المستقيلة. حضرت على طاولة «صار الوقت» في وقت تدّعي فيه المحطة مقاطعتها لنقل خطابات السياسيين، وإذ بآل الجميل وقبلهم سمير جعجع يحضرون على شاشتها، في محاولة لإنتشال ما يمكن انتشاله من اعادة تسليط الأضواء عليهم بعدما خفتت في المرحلة السابقة، لكن هذه المرة على حساب عذابات الناس في الشوراع المنكوبة، واشلاء الشهداء المتناثرة في مرفأ بيروت!