الإهمال الذي تبحث فيه التحقيقات كسبب مباشر لانفجار مرفأ بيروت، يمكن رؤيته بالعين المجردة في تلفزيون لبنان. موظفة تصاب بكورونا وتنقل العدوى إلى زميلَيْن لها. يُحجَر الجميع وتُجرى للموظفين المثبّتين فحوصات pcr، بينما يبقى المتعاقدون غافلين لثلاثة أيام عمّا يجري.على صعيد آخر، أوقفت الكارثة التي ضربت لبنان الأسبوع الماضي برمجة الشاشة الرسمية لصالح التغطيات المواكِبة للحدث. لكن المفاجأة تمثّلت في أنّ محتوى الفقرات السياسية جاء غير متوازن، غلب عليها ضيوف محسوبون على «المعارضة» شنّوا مواقف عدائية ومتطرفة، ما دفع إلى صدور قرار إداري من قبل وزيرة الإعلام (المستقيلة) منال عبد الصمد بتكليف المذيع نقولا حنا تقديم غالبية الفقرات خلال النهار، فيما تحوّلت اللقاءات إلى بيئية ــ اجتماعية بعيدة عن السياسة. هنا، علت الأصوات في قسم الأخبار، معتبرةً أنّ في هذا القرار استبعاداً للفريق عن تأدية واجبه المهني، قبل أن تجري اتصالات تعيد لهذا القسم دوره، لكن مع استبعاد المذيعين المعروفين بصبغة سياسية «معارضة». هكذا، عادت اللقاءات السياسية لكن مع ضيوف أكثر «استقلالية». أما على صعيد تعيين مجلس إدارة للتلفزيون، فقد تمت «المواجهة» الشخصية مع المرشّحين لرئاسة المجلس أمام اللجنة المولجة بذلك، وكان يُنتظر أن يُطرح التعيين في مجلس الوزراء الأسبوع الحالي أو المقبل على أبعد تقدير، غير أنّ استقالة عبد الصمد أجّلت الموضوع حتماً في انتظار خَلَفِها.