تطبيع الإمارات مع اسرائيل: الإعلام غاسلاً الخيانة!

  • 0
  • ض
  • ض
تطبيع الإمارات مع اسرائيل: الإعلام غاسلاً الخيانة!
هلّلت القنوات الخليجية للإتفاقية واعتبرتها خدمة للقضية الفلسطينية

بعد سنوات من تمرير التطبيع على أشكاله من تحت الطاولة، والإنخراط الإعلامي الكلّي في لعبة تلميع صورة الإحتلال والترويج لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يسمى «صفقة القرن»، أعلن أمس، عن اتفاقية تفتح أمام علاقات ثنائية كاملة بين الكيان المحتل والإمارات العربية المتحدة برعاية أميركية. الخبر الذي لم يكن مفاجئاً، انقسمت حوله وسائل الإعلام العربية والخليجية والمحلية، تبعاً لأجندتها. في المشهد الداخلي، الذي تتحكم به الفوضى والعشوائية، وجنوح صوب استغلال حدث تفجير المرفأ لتحقيق مآرب سياسية، يدخل هذه الأيام سفير الإمارات حمد الشامسي، بقوة على بعض وسائل الإعلام المحلية، لتخصص له مساحات معتبرة من هوائها، لصالح الترويج للمساعدات الإغاثية لدولته، ولتكفلها برعاية أهالي الضحايا. على سبيل المثال، تمتنع قناة lbci عن نقل تصاريح السياسيين، على شاشتها مقابل افراد مساحة للسفير الإماراتي وزيارته لـ«الصليب الأحمر». وفي نشرتها المسائية، كان لافتاً تخصيص مقدمة نشرة أخبارها، للحدث التطبيعي، لكن من زاوية معالجة مثيرة للجدل، في تقديم الخبر على أنه حدث دخل «الأيام التاريخية للمنطقة» بعد أربعين عاماً، على اتفاقية العلاقات المباشرة بين مصر واسرائيل. المقدمة خاطبت محمد بن زايد آل نهيان، بـ«سمو الأمير» مكررة صيغة المخاطبة في أنحاء هذه المقدمة الإخبارية، فيما كانت التقارير بالجملة تهطل على «الجديد»، وmtv ( خصصت تقريراً عن المساعدات الإغاثية تعدى الدقيقة ونصف الدقيقة). خليجياً، انقسم المشهد بين الإمارات والسعودية وأعوانهما من جهة، وبين قطر، التي تقف في مواجهتهما. يمكن البدء بشبكة «سكاي نيوز» الإماراتية، التي ملأت شاشتها وموقعها الإلكتروني بالتبرير للإتفاقية، ووصفها بـ«التاريخية»، وراحت تروّج لها، ولأهميتها في «سحب البساط من تحت أقدام المزايدين والمتاجرين بالقضية الفلسطينية على مدار عقود». الشبكة الإماراتية وصفت الإتفاق بـ«ثالث اختراق في تاريخ الصراع في المنطقة، بعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979»، وعدت الخطوة، «خلقاً لواقع قائم على التعايش والتعاون بدلاً من النزاعات والحروب». طبعاً، ساد أغلب هذه القنوات الخليجية تقديم سلسلة المواقف الدولية والعربية المرحبة بهذه الإتفاقية، وزادها تحرك الكتروني، غزا المنصات الإفتراضية سريعاً تحت وسم : «#الإمارات_رسالة_سلام». وعنونت صحيفة «الشرق الأوسط» على صفحتها رئيسيتها: «ترحيب دولي بالاتفاق الإماراتي ـ الإسرائيلي... والقيادة الفلسطينية ترفض»، فيما رأى الكاتب في الصحيفة مشاري الذايدي، أن الإتفاق الإماراتي –الإسرائيلي، «اختراق لحاجز الوهم»، وعلى أساسه «قطفت الإمارات مكسباً ملموساً للقضية الفلسطينية».

0 تعليق

التعليقات