منذ تاريخ إعلان الإمارات عن تطبيعها الكامل مع الكيان الصهيوني، انبرت آلة إعلامية ضخمة عربية وخليجية وحتى محلية، محاولةً الترويج لهذا التطبيع، ووضعه ضمن مساندة القضية الفلسطينية. وقتها لم تكد تمّر لحظات على هذا الإعلان حتى انتشر الذباب الإلكتروني الإماراتي والسعودي على السوشال ميديا، وراح يدفع بهاشتاغ «#الإمارات_رسالة_سلام» ليتصدر قائمة تويتر، في محاولة للتعمية على الخطوة الإستسلامية والإنبطاحية للإمارات. مقابل هذه الصورة الترويجية لهذا الإعلان، انبرت مجموعة فنانين راحوا يعبرون عن خطوة الإمارات التطبيعية على طريقتهم. فنانو الكاريكاتور، الذين لا يملكون سوى ريشتهم وإبداعهم، نشروا عدداً لا بأس به من رسوم الكاريكاتور، وكان أبطالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، اللذان تصدرا دفة التطبيع. ويبدو أن هذه الرسوم التي انتشرت على المواقع الإخبارية والسوشال ميديا، أزعجت بقوة، المطبعين، ومن خلفهم. فقد أعلن الفنان الفلسطيني محمد سباعنة، عن مضايقات الكترونية، يقف وراءها الذباب الإلكتروني الإماراتي، راح يكيل له الشتائم، معلناً عبر صفحته الفايسبوكية أنه يقف مع أهله وناسه من المحيط الى الخليج، وأن قوته تكمن في فلسطينيته. وسبق لسباعنة أن نفذ رسوماً مختلفة حول التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، لاقت أصداء واسعة. وجاء الدور هذه المرة، على الفنان الأردني عماد حجّاج، الذي أوقف أمس، من قبل السلطات الأردنية، على خلفية نشره رسماً كاريكاتورياً، ساخراً يعلق فيه على حادثة طلب «اسرائيل» من أميركا عدم بيع طائرات 35 الى الإمارات. وفي الرسم يظهر بن زايد يحمل حمامة اسرائيلية، تبصق على وجهه. السلطات الأردنية اعتبرت توقيف حجاج ضمن سياق قانون الجرائم المعلوماتية والنشر، فيما حرّكت القضية نقابياً، من قبل «نقابة الصحافيين الأردنيين»، وجهات مختصة بحماية الصحافيين بغية الإفراج عن الفنان الأردني.