بعد الكارثة التي ألّمت ببيروت جراء تفجير المرفأ قبل شهر، أتى دور الخرطوم. «#من_قلبي_سلام_للخرطوم» وسم ما فتىء أن تصدر موقع تويتر، بعد المأساة التي حلّت بالعاصمة السودانية جراء السيول والفياضانات التي خلّفت عشرات الضحايا، الى جانب انهيار اكثر من 24 ألف منزل بشكل كلّي، فضلاً عن الخسائر المتعلقة بالمتاجر والمواشي. هكذا، انتشرت صور السودانيين الذين حاولوا انقاذ ما يمكن انقاذه من هذه الكارثة، تغمر ثيابهم المياه، وكان لافتاً صورة لأحد المواطنين السودانيين يحمل جرة غاز على رأسه، فيما تغمره المياه، ومع ذلك بقي مبتسماً لعدسة الكاميرا، في إشارة إلى الإصرار على التفاؤل رغم المأساة. ما حصل في السودان، الذي يلقى بالطبع، تغطية إعلامية خجولة، واجه سلسلة اعتراضات ركزت على مظلومية هذا البلد، وغياب استحواذه على جزء من اهتمامات الإعلام العربي، بخلاف دول أخرى تلقى تغطيات واسعة على حوادث اقل مأساوية من تلك التي تحصل في الخرطوم. عدا طبعاً، غياب أي تحشيد الكتروني يقف مع شعبه الذي يوصف على الدوام بأنه محب ويتمتع بطيبة قلب كبيرة، مع انتقاد هذه الإنتقائية في التضامن بين الشعوب.