سريعاً تكرّ سبحة التطبيع، وتكرّ معها، الأشكال المختلفة من التعاطي الإعلامي الذي يحتاج في هذه الفترة الى ماكينة إعلامية ضخمة، تروّج لإتفاقيات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. أمس، كنا مع مراسم توقيع الإتفاقية بين البحرين والإمارات من جهة، وبين «اسرائيل» من جهة أخرى، برعاية أميركية في «البيت الأبيض». شرّع بعدها تلفزيون «دبي» الى تعديل اللوغو الخاص به، وأضاف اللغة العبرية على كلمة «دبي». القناة الإماراتية راحت تبث مراسم التوقيع في «البيت الأبيض»، وقبل هذا الموعد، قسمت الشاشة الى ثلاث نوافذ، ضمت القناة الـ12 العبرية، وقناة «البحرين»، ودشنت بترحيب مذيع تلفزيون «دبي»، بعبارة: «أهلا وسهلاً، شالوم، تحية محمّلة بالسلام من في تلفزيون دبي إلى الزملاء في القناة 12 الإسرائيلية وتحية سلام إلى زميلي في تلفزيون البحرين». ورد المذيع البحريني بالقول: «شالوم تحية لكم منا من مركز الأخبار في تلفزيون البحرين، صفحة جديدة بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل، نرحب بكم في هذا اللقاء بيننا كإعلاميين من البحرين وإسرائيل». أما المذيعة الإسرائيلية، فتوجهت الى المذيعين بالقول: «السلام عليكما مساء الخير لمحمد الكعبي من تلفزيون دبي وبسام البدوي من تلفزيون البحرين». ووسط التكتم الشديد الذي ساد إعلان كل من البحرين والإمارات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، حول بنود الإتفاقية، نشرت شبكة «سكاي نيوز» الإماراتية اليوم، هذه البنود، فيما تولت «العربية» بث لقاء خاص مع مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير، في «البيت الأبيض»، مروّجاً لما قال عنها بأنها خطة إقتصادية، من خلال اتفاقية التطبيع التي «تسهم في تطوير الإقتصاد الفلسطيني»، ولم يغفل تهديده لإيران.