ينطلق غداً السبت تلفزيون «السلطة الرابعة» (تلفزيون الثورة اللبنانية) على موقع فايسبوك فقط. أطلّت المقدمة غريس الريس (عملت سابقاً في قناة «الجديد») لتعطي توضيحاً حول مهام التلفزيون الذي تتولى فيه مهمّة تقديم نشرات الأخبار. تقول الريس في البرومو الترويجي بأنّه «في مناسبة مرور عام على انطلاق شرارة الثورة، قررنا إطلاق تلفزيون يليق برمزية الثورة. تلفزيون ما عندو إلا الله كبير والقانون والعدالة. يضع الإصبع على الجرح ويسهم في بناء لبنان الجديد». بهذه الشعارات العامة، تعطي الريس صورة عامة عن مهام المحطة، ثم تقدّم وجوه المحطة. تعدد المقدمة أسماء المنضمين إلى التلفزيون الذين سيتوّلون برامج تراوح بين القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مع بعض البرامج الكوميدية الساخرة من الحالة التي وصل إليها الوضع في لبنان. ويضم تلفزيون «السلطة الرابعة» كلاً من: ماتيلدا فرج الله، نيكولا هاروني وألسي مفرج الذين سيعالجون قضايا الفساد. أما سنا نصر وريما صيرفي، فستستعرضان معاناة اللبنانيين في المستشفيات والطبابة في لبنان. من جانبها، تتابع يمنى شري وراغدة شلهوب قضايا الجامعات والمدارس، وتتولى كارلا حداد وصونيا زغيب متابعة الوضع في السوبرماركات والمتاجر، إضافة إلى طارق سويد وكارمن لبس وجوزيف حويك ادمون ساسين ونادين أسعد وغادة عيد وسمية شختورة وهشام حداد (توك شو). وفي الفسحة الكوميدية حجز مقعده كلّ من: بيار شامسيان ووسام صباغ ولميا غندور وطوني أبو جودة وأندريه جدع وميشال بو سليمان وزياد سحاب وجنيد زين الدين وميشال أبو سليمان ونعيم حلاوي. اكتملت قافلة «السلطة الرابعة» وبدأ العدّ العكسي لولادة المشروع الإعلامي. وكما في كل إعلان عن قناة أو وسيلة إعلامية، لا بدّ من التوقف عند العديد من الأسئلة/ من يقف خلف تلفزيون «السلطة الرابعة»؟ من يموّله؟ ومن يرأس إدارة تحريره ومجلس إدارته؟ ما هي السياسة التحريرية التي سيتبعها؟ وهل سنكون أمام تلفزيون يقلب الموازين فعلياً في المشهد الإعلامي، ليقدّم طرحاً مغايراً عن السائد؟

«سفنتين» على الطريق

ضمن موجة «قنوات الثورة» التي انطلقت في 17 تشرين الأول، يتداول في الأوساط الإعلامية أن السبت سيشهد ولادة قناة تلفزيونية تحمل اسم «سفنتين» على عرب سات وكايبل فيجن. وتشير المصادر إلى أن القناة ستُبثّ تجريبياً خلال ساعات، وسيُكشف قريباً عن برنامجها الإعلامي وبعض الأطراف الداعمة لها.

أسئلة حملناها إلى القائمين على «السلطة الرابعة»، لتكون المفاجأة أن حالة ضياع تعمّ القناة. حتى إنّ بعض المقدمين فوجئوا بذكر أسمائهم ضمن فريق القناة. في هذا السياق، تقول ماتيلدا فرج الله التي تتبوأ منصب الإشراف على البرامج لـ «الأخبار» إن الانطلاقة ستكون تدريجية مع باقة من البرامج. توضح: «فكرة الشاشة تعود إلى عام تقريباً، ولكن فيروس كورونا جمّد المشروع لأشهر. ثم قلبت الأحداث الحاصلة في الساحة اللبنانية المقاييس بالنسبة إلى المواضيع التي سيتم التطرق إليها، إذ يغلب عليها الطابع الاجتماعي. بعد عام على الثورة، سيولد مشروع إعلامي جديد السبت، تنطلق برامجه بشكل تصاعدي أيّ تباعاً. تغلب على المواد الإعلامية التقارير المصوّرة التي تحمل رسائل اجتماعية واقتصادية، وتتجنّب الغوص في السياسة. الثورة تعيش في كلّ إنسان. لدينا نقمة على السلطة، واجتمعنا لنقوّي صوت الإعلاميين». ولكن السؤال الأساسي: من يموّل المشروع؟ تشرح: «الداعم الأساسي للتلفزيون هم مغتربون، والمعاشات تُدفع بالليرة اللبنانية». لكن ماذا عن هرم الشاشة من مجلس الإدارة وإدارة التحرير وغيرهما، تجيب: «لا يزال المشروع في طور تشكيل عموده الفقري». وماذا عن التوجّهات السياسية للشاشة؟ تشرح فرج الله «لقد خُلق التلفزيون من وجع الناس، ولن ينحرف عن فكرته الأساسية وهي أن يشبه معاناة اللبنانيين». على الضفة نفسها، تشير مصادر لـ «الأخبار» إلى أن فكرة المشروع تعود إلى شاب يُدعى إيلي معربس وهو ناشط على صفحات السوشال ميديا. استطاع الحصول على تمويل من بعض الجهات المغتربة التي كانت بغالبيتها داعمة لـ «التيار الوطني الحر» قبل أن تنفصل عنه. وبحسب المصادر، فإنّ توجهات «السلطة الرابعة» لن تكون هجومية، بل ستحاول الابتعاد عن انتقاد الوجوه السياسية، وستكتفي بالتركيز على القضايا الاجتماعية كي تخاطب المجتمع. وتلفت المصادر إلى أنه بما أنّ عبارة الثورة تثير الحساسية لبعض اللبنانيين بسبب انحراف أهداف الحراك عن سكّته الأساس، وجد القائمون على المحطة أنه يجب تجنّب كل الزواريب السياسية وتمرير رسائلها بشكل مبطّن. أما من ناحية التعاقد مع المقدّمين، فتلفت المصادر إلى أن المشرفين على الشاشة لم يوقّعوا عقود عمل مع المقدّمين، بل تُدفع لهم رواتب شهرية على شكل «فري لانسر». وتضيف المصادر أن المحطة لغاية اليوم، استطاعت تغطية مصروفها لشهرين أو ثلاثة فقط، وهي تتكل على انطلاقة التلفزيون كي تجمع التبرعات لتكمل مسيرتها. وتوضح المصادر أن جنيد زين الدين كان سيفتتح انطلاق الشاشة ببرنامجه الكوميدي «جنيد شو» الذي كان سينطلق على قناة lbci في الخريف الماضي ولكنه توقف بسبب التظاهرات. وتشدد المصادر على أنه في اللحظات الأخيرة انسحب جنيد من المشروع، مع العلم أن الشاشة ستركز على الاسكتشات الكوميدية عبر التعاون مع نجوم المسرح الذين برزت أسماؤهم في التسعينيات والألفين من القرن الماضي والذين لا يزالون يعالجون المشاكل نفسها التي لا تزال في حياتنا اليومية. لكن ماذا عن الصحافة الاستقصائية التي ترفع الشاشة عنوانها العريض؟ تعلّق المصادر بأن ادمون ساسين الذي يعمل مراسلاً في قناة lbci، سيقوم مع باقة من زملائه بالاستقصاء حول قضايا المصارف. لذلك إن العناوين العريضة لتلك المواضيع لن تخرج من إطارها المتعارف عليه، ولكن ستكون مميزة بالطريقة التي يتم فيها طرح المواضيع.
أما عن الشق التقني، فتشير المصادر إلى أن تصوير الفيديوهات سيتم عبر كاميرات عادية، على أن يتم بث المواد الإعلامية فقط على موقع فايسبوك، بعد التعاقد مع الفايسبوك الأم للترويج للمحتوى الإعلامي.

أجمعت غالبية المقدمين على أنهم لم يتّفقوا بشكل نهائي مع القائمين على المحطة


بعد التوقف عند العناوين العريضة للتلفزيون، كان لا بدّ من استصراح المقدمين في الشاشة، ليكون الجواب بمثابة مفاجأة. إذ أجمعت غالبية المقدمين على أنهم لم يتّفقوا بشكل نهائي مع القائمين على المحطة، وبأنهم فوجئوا بذكر أسمائهم في البرومو الترويجي من دون علمهم. في هذا السياق، تلفت كارمن لبس في اتصال مع «الأخبار» إلى أنها لم تحسم بعد موقفها بشأن الإطلالة على التلفزيون، قائلة «لدي فكرة لعرضها على الشاشة، ولكن لم أحسم موقفي بعد. سأقول كلمتي الأخيرة الأسبوع المقبل». يتشارك ادمون ساسين مع لبس عدم حسم موقفه، لافتاً إلى أنه قبل شهرين، تم الاتصال به ليكون ضمن فريق العمل، ومن ثم غاب التواصل بينه وبين القائمين على الشاشة. من جانبه، يشير طارق سويد إلى أنه لم يقرر بعد موقفه من المشاركة، قائلاً: «أحاول أن أقدم عملاً بعيداً عن السياسة، وعلى الأرجح سيكون مشروعاً يدور في فلك القضايا الاجتماعية، ولكن لا جواب بعد». أما بالنسبة إلى غادة عيد، فقد كانت أكثر وضوحاً عند حديثها مع «الأخبار»، قائلةً: «لم أقرر بعد إذا كنت سأكون ضمن فريق العمل. اتصلوا بي قبل أشهر وأبديت استعداداً للفكرة لأني مع الثورة. ولكن لم أتلقَّ أي اتصال أخيراً بشأن الانضمام إليهم». تتابع المقدمة التي عملت سابقاً في قناتَي mtv و«الجديد»: «لن ألتحق بأيّ شاشة لا أعرف أي جهة تقف وراء تمويلها السياسي. لأنها تحمل شعار واسم الثورة».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا