بين الفينة والأخرى، تطل الفيدرالية برأسها، على بعض الشاشات المحلية، بشكل ترويجي مباشر، أو غبر مباشر عبر فتح حلقات نقاشية حولها. وبعد غياب ملحوظ لهذا الجدال، وتفرغ الشاشات الى مواضيع أخرى آنية، بدأت otv، يوم الخميس الماضي، أي قبل ثلاثة أيام، الترويج للفيدرالية، واختارت استهلال نشرتها المسائية بها. فعادة ما تخصص هذه المساحة، للاعلانات المدفوعة قبيل بدء النشرة الإخبارية المسائية، وتطغى إجمالاً إعلانات المصارف عليها. الا أن القناة البرتقالية، اختارت اقتباساً منسوباً الى كمال جنبلاط، يعود تاريخه الى العام 1956. ضمن أقل من دقيقة، تظهر صورة جنبلاط، مع موسيقى مصاحبة، والى جانبه إشادة بالفيدرالية، التي «تؤّمن الإستقرار وترضي الأقليات الإتنية والمذهبية»، وتشديد على ضرورة استحصال هذه الأقليات على «الضمانات الكيانية والبقائية» والا «واجهت الدولة مشاكل». مما يطرح سؤالاً عن توقيت هذا الترويج والغاية منه، سيما أنه يعرض في وقت الذروة، ولجمهور مستهدف يتابع المحطة، وينتظر نشرة أخبارها، وإذ تعاد الى أذهانه مصطلحات «الأقليات»، و«الفيدرالية»، وغيرهما ودمجها في إطار ترويجي وتشجيعي، في سياق يتناقض مع ما يجري هذه الأيام والإحتفال بـ «انتفاضة 17 تشرين»، والتي والمحطة نفسها خارج شعاراتها منذ البداية، إذ بقيت سمة كسر الحواجز الطائفية والمناطقية، هي الاساس لديها، بعيداً عن نقاش تحقيق أهدافها قبل عام أم لا.