فيما تتوالى فصول التطبيع الإسرائيلي العربي والخليجي، تنحدر أكثر مقاربة بعض الإعلام المحلي لهذه القضية، بل إنّه في كثير من الأحيان ينزلق هذا الإعلام صوب الترويج والتطبيل للتطبيع. في نشرة أخبار mtv، المسائية، عرض تقرير أمس تحدث عن وفود مشتركة بين السودان وكيان الإحتلال، للتعاون بين الطرفين، وإذ به يتحول الى تقرير يمتدح الإدارة الأميركية والى جانبها حكومة بنيامين نتنياهو. على مدى دقيقتين، سرد التقرير أوضاع السودان السياسية والاقتصادية الكارثية، بعد وضعه على لائحة الدول «الداعمة للإرهاب» اميركياً، وانخفاض قيمة الجنيه السوداني. وكان لافتاً في سياق السرد، ربط ما يحتاجه السودان من كميات للقمح تصل الى مليوني طن سنوياً، واعتماده على الواردات، بما قدمه رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي، من تزويد لهذا البلد بـ 5 ملايين طن من القمح، كان قد أعلن عنه قبل أيام قليلة. هكذا، صوّر نتنياهو ومعه الإدارة الأميركية، على أنهما منقذا السودان من أزمته، «بهدف تجاوز السودان المرحلة»! كما كان لافتاً انهاء التقرير بالتذكير «بقمة الخرطوم» التي عقدت عام 1967، واشتهرت باطلاقها «اللاءات الثلاث: لا صلح، لا اعتراف ولا تفاوض»، ووصف التطبيع الحاصل اليوم معها بالحامل «للرمزية الكبيرة» بين باقي الدول الموقعة مع «اسرائيل»، كونه كسر ربما هذه «اللاءات»!