إنها المرة الأولى التي يظهر فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على شاشة «الجزيرة»، على خلفية نيته «توضيح» كلامه الأخير حول الرسوم التي وصفت بالمسيئة للنبي. المقابلة التي أجراها مراسل القناة القطرية في باريس، عياش دراجي، استمرت 50 دقيقة، وقصد بها ماكرون التوجه الى الجمهور المسلم على القناة، إذ لم يكن اختيار اطلالته على شاشتها عبثاً. في المقابلة التي بثت نهار السبت الفائت، أصرّ الرئيس الفرنسي على أن تصريحاته الأخيرة حول الرسوم والإسلام كانت «مضللة ومقتطعة من سياقها». وحرص على القول بأنّه «يتفهم مشاعر المسلمين إزاء هذه الرسوم». ولم يخف هدف ظهوره على «الجزيرة»، قائلاً بأنه أراد «التأكيد بأن فرنسا بلد حريص على حرية المعتقد»، وركز على حصول «سوء فهم وكثير من التلاعب» إزاء تصريحاته بخصوص الرسوم، مؤكداً حصر الأمر بـ«الحريات التي يكفلها القانون وحرية المعتقد والضمير وحرية التعبير». هكذا، حاول ماكرون، من خلال الشاشة القطرية، تنفيس غضب المسلمين حول العالم، والتخفيف من وطأة تصريحاته التي أشعلت العالم الإسلامي وزادت من وتيرة التوتر داخل وخارج فرنسا. وكان اختيار «الجزيرة» صائباً، لما تمثل من ثقل في العالم الإسلامي، سيما أنّها شكلت رأس حربة في قضية الرسوم المسيئة، وإدانة تصريحات ماكرون حول الرسوم والإسلام.