بعد إحجام العديد من الشركات الإعلامية العالمية عن تبني عرض فيلم «المنشق» The Dissident، (اخراج برايان فوغل)، الذي يسرد قضية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي، خوفاً من مشاكل قد تحدث مع السعودية، وقرار شركة Briarcliff Entertainment، قبل أشهر قليلة، توزيع الفيلم وإتاحة عرضه، حدّدت الشركة موعد العرض في الخامس العشرين من الشهر الحالي، أي في ليلة الميلاد، على أن تتاح المشاهدة تبعاً للطلب على منصتها الإلكترونية في الثامن من كانون الثاني (يناير) القادم. الفيلم الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان «صنداس السينمائي» في الولايات المتحدة الأميركية، ولاقى اصداء واسعة، استطاع شريطه الترويجي الذي أعيد الى التداول على المنصات التفاعلية، أن يثير ترقباً لدى من شاهده لما يحويه الفيلم من طرح حول قضية الإغتيال التي حدثت في اسطنبول، قبل عامين. يتسم فيلم «المنشق» بطابع إخباري ودرامي، يسلّط الضوء على العلاقات التي تربط السعودية بالشركات الأميركية التي لا تسعى سوى الى الربح البحت. ويدقق الفيلم أيضاً في الحكومات والشركات التي تواصل العمل مع السعودية على الرغم من سجلها الحافل في قمع حرية التعبير. من ناحية أخرى، يقدم الفيلم بحثاً معقداً عن حقيقة مقتل خاشقجي، ويتضمن عدداً كبيراً من المعلومات التي توصل إليها المحققون الأتراك، حول طريقة ارتكاب جريمة القتل والتستر عليها. وكان فوغل الحاصل على جائزة «الأوسكار » قد صرّح في وقت سابق لصحيفة «واشنطن بوست» أن قصة الفيلم «تدور حول نظام قمعي لديه صحافي مقتول (..) وفي الوقت ذاته، تتواطأ في هذه القصة بعض الجهات الأميركية». أما الشركة الموزعة فقد أعربت عن أملها في «أن يكرس هذا الفيلم ذكراه (خاشقجي) وأن يضمن تحقيق العدالة، وألا يغض مجتمعنا الطرف عن الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي».