من يتابع شاشة lbci، في الآونة الأخيرة، تتظهر أمامه مشهدية فاقعة، تتجلى في بث المحطة، إعلانات دعائية سياسية مباشرة، من دون أن تلفت المشاهد الى أنها تندرج ضمن الإعلانات المدفوعة بشكل مباشر، أقله حفاظاً على ماء وجهها. هكذا تعج الشاشة اللبنانية، بهذه الإعلانات، أكانت تابعة لجهات سياسية داخلية أو خارجية، تبث الرسائل في كل تجاه. وآخر المآثر، البث المتكرر، لشريط ترويجي يعود الى «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» (USAID)، حول تقديمها مساهمة مالية فورية لمتضرري تفجير المرفأ (31 مليون دولار)، على شاكلة إنارة الشوارع أو تركيب مولدات في محطات ضخّ المياه وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للأهالي. الشريط (دقيقتان)، تظهر فيه السفيرة الأميركية دوروثي شيّا، يستعرض حركة تأثرها بهول الدمار الذي ألّم ببيروت. وينقل تصريحها عن وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب الشعب اللبناني، واستمرار هذا الأمر «لتخطي الصعوبات». هكذا، تغفل lbci، عن قصد إشارة الإعلان المدفوع، وتترك الشريط يسرح ويمرح على شاشتها، في إطار يتخطى الترويج الإعلاني، لنكون أمام رسائل سياسية مباشرة، تنطق بها السفيرة الأميركية، وباقي شبكاتها الناشطة والعاملة على الأراضي اللبنانية، في سياق واضح لترك المال السياسي في جيوب القنوات التلفزيونية ليتسيّد الساحة!