الإعلام اللبناني... هكذا أسقط سرديّة «الثوار» عن قطّاع الطرق

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام اللبناني... هكذا أسقط سرديّة «الثوار» عن قطّاع الطرق
بتنا نسمع بوساطة يقوم بها مراسل تلفزيوني للسماح للمارة بالعبور

مع تدحرج الإطارات المشتعلة التي غطى دخانها سماء لبنان صبيحة يوم الإثنين الفائت، أو «اثنين الغضب»، كما سميّ، بدأت تتدحرج سرديات عمل الإعلام المحلي على صناعتها. هكذا، سقطت ورقة التوت عما يسميه هذا الإعلام بـ «الثوار» بعدما أزاح هؤلاء، قبل ثلاثة أيام، المحتجين الأصليين الذين نزلوا من أجل لقمة عيشهم، لصالح مجموعات حزبية منظّمة زنّرت الأوتوستردات وخنقت الناس في سياراتهم لساعات طويلة، ومنعت وصول سيارات الإسعاف، وحتى حافلات نقل الموتى. مشاهد تداولتها المنصات الإفتراضية بقوة، وظهّرت معها هويات وشعارات قطّاع الطرق الحزبية، وقد أعادنا بعضها الى زمن الحرب الأهلية. ومع انكشاف هؤلاء وسقوط ضحايا وجرحى في حالات خطرة جراء اقفال الطرق، أعطى الجيش أمس، أمراً بفتح الطرقات، نتيجة ازدياد هذه الحوادث، مما أجبر بعض القنوات اللبنانية، على الامثتال لهذا القرار ودعم قرار الجيش، بعد استخدام الأخير سياسياً في وجه الرئاسة الأولى، بخاصة بعد كلمة قائده جوزيف عون قبل يومين. لكن قبيل فتح الطرق، كنا أمام ظاهرة انخراط إعلامي واضح في لعبة الشارع. بتنا نسمع بـ «وساطة» تقوم بها مراسلة تلفزيونية أو مراسل للسماح للمارة بالعبور بسياراتهم على الأوتوستراد، وبـ «مونة» على «الثوار». كان الأمر أشبه بمشهد كوميدي بأن تقطع mtv، برمجتها صباح أمس لتنقل لنا من «الجية» وساطة مراسلها مع قاطعي الطرق، وجلب مفاتيح أكثر من 22 شاحنة اقفلت عليها الطريق، أو وساطة مراسلتها جويس عقيقي لأحد المارة ويدعى ماهر منيمنة، الذي اضطر للكذب على «الحاجز» والادعاء بأنه مريض في الكلى وبحاجة الى غسيل. وزاد من «دوز» بكائه على الهواء من أجل السماح له بالعبور. دموع الرجل الحارة (ولو كانت كاذبة)، أسهمت مع صور مذلة أخرى، في تحطيم سردية هذا الإعلام عن «الثوار» والجائعين، لنكون أمام إذلال حقيقي للناس، وقطع امدادات الأوكسجين عن المستشفيات، مما «خرّب» الصورة المثالية التي تفرضها بعض القنوات المحلية، على قطّاع الطرق، وتحيلهم شباناً جياعاً وتسقط عنهم تحزبهم وتماشيها مع الهوى السياسي لهم. اضطرت mtv مثلاً الى البحث عن منيمية، واعترافه بأنه كان يكذب ليعبر الطريق، ومنحه لقب «أبرع ممثل»، كي تحاول التخفيف من وطأة الغضب الذي حلّ بالشارع اللبناني بعيد كل هذه المشاهد التي يندى لها الجبين!

0 تعليق

التعليقات