أثارت مجلّة «شارلي إيبدو» الجدل مجّدداً، برسم نشرته على غلافها تعليقاً على الخلافات العائلة المالكة البريطانية. الرسم الجديد استوحته المجلّة الفرنسية من حادثة مقتل الرجل الأفريقي الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة الأميركية العام الماضي. تحت عنوان «لماذا غادرت ميغان قصر باكنغهام؟» تصوّر الرسمة الملكة إليزابيث، وهي تضع ركبتها على عنق ميغان ماركل التي تجيب بدورها «لأنني لم أعد أستطيع التنفّس»، كما لو أنها تردّد عبارة فلويد الذي اختنق تحت ركبة عنصر الشرطة الأبيض. وتأتي الرسمة بعد تصريحات النجمة الأميركية ميغان ماركل وزوجها الأمير هاري عن العنصرية التي لمستها داخل العائلة المالكة، في مقابلتهما الأخيرة مع أوبرا وينفري (بُثّت على شبكة سي بي إس). وقد أشارت ميغان في المقابلة إلى أن ابنهما آرتشي حرم من لقب الأمير، بسبب القلق الدائم من قتامة لون بشرته. تصريحات أثارت نقاشاً حول العنصرية في المؤسسة البريطانية الرسمية، ودفعت قصر باكنغهام إلى إصدار بيان إيضاحي أكّد أنه سيتمّ التحقيق في ادعاءات ماركل.من جهته، أثار الكاريكاتور الساخر إدانة وانتقادات القرّاء، منهم من اعتبر أنه يقلّل من قيمة الجريمة بحقّ فلويد، متّهمين المجلّة نفسها بالعنصريّة. أبرز هذه التعليقات أطلقتها الرئيسة التنفيذية لمركز «رونيميد ترست» البحثي للمساواة بين الأعراق، حليمة بيغوم التي انتقدت الرسم، مؤكّدة أنه يشكّل خطأ على كل المستويات، خصوصاً أنه يقلّل من قدر وفاة فلويد الذي أثار قتله مظاهرات واسعة في أميركا. أما آخرون فقد وجدوا في رسم شارلي إيبدو سخرية من الضحية أكثر مما وجدوا فيه سخرية من الظالم، معتبرين أنه استكمال لأسلوب المجلّة الاستفزازي، مستعيدين الرسومات الساخرة التي نشرتها عن النبي، ما أثار حفيظة بعض المسلمين مثل الأخوين كواشي اللذين قاما بالهجوم المسلح على المجلّة وقتلوا عدداً من فنانيها سنة 2015.