استحوذت أجهزة المخابرات المصرية، على آخر ما تبقى من إعلام محلي خارج السيطرة، وقد تمثل ذلك في وضع اليد على صحيفة «المصري اليوم»، الذي أجبر صاحبها صلاح دياب على بيعها، بعد تعرضه للتوقيف مرات عدة بسبب سياسة الصحيفة، الى جانب استملاك قناة «المحور» التي تعدّ أقدم قناة خاصة مصرية، إذ بيعت أيضاً للأجهزة الأمنية المصرية، ضمن صفقة عقدت مع صاحبها حسن راتب. وبهذه العملية، يكون جهاز المخابرات المصري قد وضع يده على مفاصل الإعلام الخاص، بهدف إحكام السيطرة الكاملة على مكامن كافة المنصات الإعلامية وتجييرها في خدمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. في هذا السياق، برز أخيراً، ادخال الأزمة اللبنانية المالية والنقدية الى بازار هذا الإعلام، مع تنطح عدد من المذيعين والمذيعات المعروفين في المحروسة، وخروجهم على الشاشة، بهدف التباكي على الحالة التي وصل اليها اللبنانيون، متخذين من فيديوات انتشرت على السوشال ميديا، تظهر الإشكالات التي حصلت في المتاجر على خلفية الإستحصال على مواد غذائية مدعومة، القاعدة الأساسية لتنفيذ أجندة سياسية واضحة. القصة بدأت مع عمرو اديب، أشهر الوجوه الإعلامية في مصر. ضمن برنامجه «الحكاية» الذي يبث على قناة mbc مصر، راح يعبّر عن غضبه إزاء ما يشاهده في لبنان، من أزمة اقتصادية متفاقمة. وبأسلوبه الأقرب الى «الزعيق»، راح يتحسر على بلاد الأرز ويستذكرها كمكان كان مقصداً للسياح، وتقديم أفضل الوجبات وإظهار مدى الكرم الذي يتمتع به اللبنانيون. فيديو سرعان ما انتشر على وسائل التواصل، ووصلت أصداؤه الى لبنان، لتستكمله زوجته لميس الحديدي، التي خصصت أيضاً مساحة للحديث عن الأوضاع المتأزمة في لبنان. ضمن برنامج «كلمة أخيرة» الذي يبث على قناة on، المصرية، راحت الحديدي تتحسر على ما يحصل على الساحة اللبنانية، وتنقل عن معارف لبنانيين، بأن بلادهم «مش بخير». هكذا، ضمن دقائق معدودة، راحت المذيعة المصرية، تسرد كيفية تحول لبنان الى مجموعة اشكالات على «كيس حليب» فيما كان قبلاً مقصداً للسياحة. وذكرت هنا، شارع «الحمرا» أو ما وصفته بـ «شانزليزيه العرب». وبعدها وضعت الحديدي أسباب الأزمة عند المتمكسين بكراسيهم، وذكرت هنا «حزب الله»، الذي قالت بأنه من المستحيل أن تساعد الدول العربية والغربية لبنان، في ظل وجوده.

كلام الحديدي وزوجها أديب، الذي يصب في الإتجاه عينه، وضعه كثيرون ضمن إطار خديعة إعلامية تمارس على المنصات المصرية الرسمية، بغية تخويف المصريين من تبعات أي معارضة لرئيس بلادهم، لأن مصيرهم سيكون كما اللبنانيين، في ظل الأزمة الإقتصادية التي مرت على المحروسة وقد حاول النظام تصحيحها أخيراً، بدعمه للقطاع العام، مع ابقاء موظفي القنوات المصرية بلا رواتب، إذ لم يتقاض هؤلاء مستحقاتهم المالية منذ شهر.