منذ اكتشاف شحنة الرمان المحشوّ بحبوب الكبتاغون التي عبرت من لبنان إلى السعودية، وقناة mtv لم تهدأ. فبعد حفلات الاعتذار من المملكة، في نشرة أخبارها المسائية أوّل من أمس، بدأت المحطة أمس الأحد تشغّل ماكينتها الدعائية أكثر فأكثر.هكذا، خصّصت «قناة المرّ» أكثر من نصف مساحة نشرة أخبارها لتناول قضية الكبتاغون المهرّب، وأخذت في السياق عينه تهوّل على اللبنانيين وخطر خسارة البوابة الخليجية، مع إغفال لإمكانية أن يكون قرار المقاطعة مقصوداً من قبل السعودية ومن أيّد قرارها بحظر استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية. إلى جانب التهويل، أطلّ مجدداً السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، لليوم الثاني على التوالي، على mtv ليدعو الدولة اللبنانية إلى إجراءات أكثر صرامة في ما خصّ قضية الكبتاغون، ولاقاه في النشرة نفسها رئيس هيئة «تنمية العلاقات السعودية اللبنانية» إيلي رزق، الذي استضافته المحطة ليُعلم اللبنانيين بالشروط التي تطرحها المملكة لفكّ الحظر عن تصدير المنتجات اللبنانية. وبعد خروج خبير الشؤون الاقتصادية في المحطة، سامي نادر، ليتحدّث عن تداعيات خطوة السعودية على الاقتصاد اللبناني، جاء دور إقحام «حزب الله» في القضية، لكنّ هذه المرة، ليس عبر التلميح بل على غرار ما حصل بعيد تفجير المرفأ. إذ راحت mtv تصوّب على الحزب وتتهمه بجريمة الرابع من آب، بالاتكاء على صحف ومواقع أجنبية. وها هي تعيد الكرة عينها، مع شحنة الرمان المخدّر، وتستعرض مقالات أجنبية وخرائط تدّعي من خلالها وجود مصانع كبتاغون تابعة للحزب في البقاع وعلى الحدود مع سوريا وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
إذاً، تفرد mtv مساحاتها الإخبارية لتنفيذ أجندتها السياسية، مسترضيةً السعودية من جهة، ومهوّلةً على اللبنانيين من جهة أخرى حين توجّه سهامها صوب «حزب الله» كما جرت العادة!.