في موازاة العدوان الإسرئيلي الذي يتعرض له الفلسطينيون على أراضيهم، واستبسال المقاومة هناك، تدور معركة فلسطينية أخرى على مواقع التواصل الإجتماعي، التي تلعب دوراً أساسياً في العدوان الأخير الذي تشنه «اسرائيل» على غزة، وفي التعمية على عمليات التنكيل ومحاولات طرد الفلسطينيين من بيوتهم سيما تلك المحاذية لمدينة القدس. لم يكن مستغرباً أن يستدعي وزير العدل الإسرائيلي بيني غانتس، كلاً من المديرين التنفيذين لفايسبوك و«تيك توك»، ويدعوهما الى «الإلتزام بإزالة المحتوى الذي يحرّض على العنف وينشر معلومات مضلّلة» قابلتها رسالة اعتراض من السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط موجهة الى إدارة الفايسبوك، يفند فيها السياسات القمعية التي تتخذها الشركة من حذف المحتوى الفلسطيني والتضييق على الناشطين. وقد وجّهت له إدارة الفايسبوك اعتذاراً وتعلن عن نظرها في «حملات التحريض على العنف ضد الفلسطينيين»، وتعد بـ «التوقف عن اسكات الصوت الفلسطيني ومناصري القضية الفلسطينية على منصات التواصل الإجتماعي». طبعاً هذا الإعتذار لم يجد نفعاً مقابل تحرك الكتروني ضخم قاده ملايين المستخدمين حول العالم، لخفض تقييم فايسبوك على المتاجر المعتمدة أكان «آبل ستور» أو «غوغل بلاي». وقد نجحت هذه الحملة في انزال التقييم من 4 الى ما يقارب 2، مع مواصلة هؤلاء السعي نحو ايصاله الى واحد، ليصار الى خسارته مليارات الدولارات، وأيضاً حذفه من هذه المتاجر الإلكترونية. ومع أن الحملة التي بدأت قبل أيام قليلة، استطاعت تحقيق مكاسب واضحة في ضرب الموقع الأزرق، الا أن عدداً من المنابر السعودية تحديداً راح يقزّم من حجم هذه الخطوة ويعتبر أنّ تأثيرها محدود! الى جانب هذه الحملة، ستكون منصات التواصل الإجتماعي على موعد يوم الجمعة مع حملة مقاطعة شاملة لفايسبوك، دعا اليها نشطاء فلسطينيون، لنكون أمام تصاعد لافت في المعركة ضد فايسبوك وسياساته القمعية والمنحازة الى الإحتلال.