سريعاً شهرت محطة mtv، سلاح العنصرية واستحضرت خطاب الحرب الأهلية، ولغة التقسيم وشعاراته، مع اي حدث يتعلق بالنزوح السوري أو اللجوء الفلسطيني. مع الإعتداءات التي طالت الناخبين السوريين المتوجهين الى سفارتهم في «اليرزة» للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية أمس، أخرجت قناة «المر» كل حقدها، واسترجعت خطاباً مرّ عليه الدهر، عدا قلبها للحقائق وتجهيلها لمن قاموا بهذه الممارسات الوحشية، على الطرقات، وقد وثقتها الكاميرات مع وجوه المعتدين. ففي نشرة أخبارها أمس، وصفت المحطة ما حصل من قبل الناخبين السوريين بـ «المقزز»، واعادت استخدام مصطلح «الغريب» الذي وصم الفلسطينيين أيام الحرب الأهلية. واعتبرت أن خروج السوريين للإدلاء بصوتهم يشكل «استباحة للسيادة والكرامات» شاهرة من جديد شعار «طريق القدس لا تمر في جونية» لكن مع اسقاط على ما وقع أمس، بتحويله الى «طريق السفارة السورية لا تمر في جونية والأشرفية»! وسألت في هذا السياق :«هل نسينا بوسطة عين الرمانة؟». في الإستهلالية أيضاً، اعادة تدوير لكلام قائد القوات سمير جعجع الذي دعا الى فرز اللاجئين وعودة من هم موالين للرئيس السوري الى بلادهم، إذ أوردت: «أثبت للقاصي والداني أن في لبنان أكثر من مليون ونصف مليون سوري، أكثريتهم الساحقة لا تنطبق عليها صفة اللجوء». هكذا صنفت المحطة صفة اللجوء تبعاً للانتماء السياسي، لا بل ذهبت ابعد من ذلك الى الطلب من الجهات الدولية المانحة لهم بأن تحوّل أموالها ودولارات النازحين الى اللبنانيين، الذين أصبحوا تحت خط الفقر! طبعاً وفي إطار تغطيتها للحدث السوري على الأراضي اللبنانية، قلبت المحطة الحقائق واتهمت السوريين بالإعتداء على المارة، وجهلّت من قاموا بتحطيم الحافلات وايقاع أعداد من الجرحى، بعدما وصفتهم بـ «المواطنين» المعترضين. ولم تخل التصريحات التي بثت على الشاشة من النكىء بالجراح، عندما خرج كلام عن المناطق وحظر رفع الأعلام السورية فيها (كسروان والأشرفية) لأنها قدمت «آلاف الشهداء ضد نظام بشار الأسد».