لم يكن ينقص برمجة قناة mtv التي إنطلقت أخيراً، سوى حضور سلام زعتري ببرنامج جديد يحمل إسم «مأخر بالليل». إنطلق العمل الاربعاء الماضي، وحجز لنفسه مساء منتصف كل أسبوع. لا يبدو أن البرنامج يحمل أي جديد في مضمونه أو ديكوره البسيط، بل يكرر تجربة سبق أن تولاها عدد من المقدمين الذين تناوبوا على الشاشات الصغيرة. ولن يشكل البرنامج أيّ فارق بين البرامج السياسية بإستثناء الرسائل التي سيحملها بتوجيه من القناة بالطبع. ركب زعتري موجة البرامج التي لا تحتاج إلى ديكور ضخم، بل كرسي وطاولة وقراءة التعليقات على الأحداث السياسية الآنية. تلك البرامج التي عرف بها المصري باسم يوسف، ولاحقاً تطور شكلها ووصلت إلى لبنان وحاول المقدمون تقديم نسخات مغايرة من تلك البرامج، وآخرها كان ديما صادق التي تطلّ حالياً في برنامج «حكي صادق». مع العلم أن زعتري كان أحد مؤسسي برنامج ديما، وإنفصل عنها من الحلقات الأولى، قبل أن يركّب لها «فورما» برنامجها السياسي الذي يحمل رسائل سياسية ويفتقد للموضوعية ويتضمن رسائل تهاجم طرفاً سياسياً على حساب آخر.في هذا السياق، كان زعتري ضمن فريق برنامج «منا وجر» على قناة mtv الذي عرض سابقاً وتولاه بيار رباط، ولاحقاً أطل الثنائي في الشتاء الماضي إلى جانب ممثلين ومقدمين آخرين، في عمل جديد حمل إسم «ع غير كوكب». قبل أن يتوقف الأخير مع حلول شهر رمضان، ولم يعد في برمجة الصيف الحالي. هكذا، وجد القائمون على شاشة المرّ أن زعتري يمكن أن يتولى برنامجاً أشبه بـ «وان مان شو» يمرّر رسائل سياسية من تحت الطاولة، بخاصة أن الاحداث السياسية في لبنان ذات أرضية خصبة للتعليق عليها، تحديداً مع إنطلاق العد العكسي للانتخابات النيايبة والرئاسية. وبالطبع ستحاول محطة mtv أن تقطف ثمار التطورات السياسية لتجنيدها لصالحها إعلامياً ومادياً، لدعم طرف على حساب آخر ضمن البروباغندا التي تتبعها.
في حلقته الأولى، قدّم البرنامج مادة سياسية عربية ومحلية، متحدّثاً عن أحداث فلسطين والعدوان الاسرائيلي. حسناً، الموضوع يدغدغ مشاعر كثيرين، وكانت إفتتاحية لجذب إنتباه المتابعين الذين وجدوا تلك القضية هي الأبرز على الساحة اليوم. لكن سيغوص زعتري لاحقاً في مواضيع داخلية من وحي الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية التي تعتبر مادة دسمة لمثل تلك البرامج. في هذا السياق، تشير مصادر لنا إلى أنه كان يفترض أن يعرض البرنامج مساء كل أحد، ويخاطب فئة عمرية معينة من المشاهدين، على إعتبار أنه يتضمن مواضيع جدية قليلاً، قبل أن ترتئي المحطة اللبنانية ببث العمل الاربعاء. ويبقى السؤال: إلى أي مدى سيمشي زعتري بين النقاط كي لا يكرّر تجربة ديما صادق المنحازة بشكل سافر والفاقدة لأبسط المعايير المهنية؟