قبل عامين، بدأ الكلام عن انتقال قناتي «العربية» و mbc من الامارات العربية المتحدة إلى مدينة الرياض السعودية. هذه الخطوة، أعلن عنها بداية العام 2020 بعدما وقّع رئيس مجلس إدارة مشروع «المدينة الإعلامية» بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، مع مؤسس ورئيس مجلس إدارة mbc وليد آل إبراهيم، إتفاقية لتأسيس مقر رئيسي جديد للمجموعة في الرياض. وأتت الاتفاقية ضمن مشروع «المدينة الإعلامية» الحاضنة لقطاعات الثقافة والتقنية والإعلام، وذلك بهدف مزاولة الأعمال منها في غضون الأعوام الخمسة القادمة.في عنوانها العريض تعتبر الخطوة عادية أو متوقعة، ولكن في مضمونها تحمل رسائل سياسية وإعلامية كبيرة يمكن التوقف عندها مطوّلاً. فمشروع الانتقال من دبي حيث تتخذ القناتان (مع تطبيق «شاهد» وقناة «الشرق» أخيراً) مقراً لهما، يأتي ضمن مخطط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لجذب وسائل الاعلام العربية عموماً والعالمية خصوصاً، نحو الرياض التي لم تكن يوماً حاضرة في خريطة الاعلام. كذلك تأتي الخطوة ضمن المنافسة بين دبي والرياض أيضاً للاستحواذ على أكبر عدد من الاعلاميين والفنانين والبرامج الفنية والترفيهية. هكذا، إستمر الكلام عن إنتقال «العربية» و mbc مجرد خبر على ورق، في إنتظار إنتهاء السعوديين من جميع التفاصيل المتعلّقة بالأمور التقنية لإنتقال القناتين. في هذا السياق، وضع رئيس تحرير «العربية» عبدالرحمن الراشد النقاط على الحروف أخيراً، بإعلانه عن قرب إنتقال المحطة التي تأسست عام 2003 إلى الرياض. ولفت الراشد الذي يعتبر واحداً من مؤسسي الشبكة السعودية، في تصريح إعلامي إلى أن انتقال الشاشة الاخبارية إلى الرياض «جاء بعد التطور الاجتماعي والثقافي الذي تشهده السعودية، ما سيتيح للعاملين غير السعوديين حرية التنقل والحركة والمعيشة، إضافة إلى إصلاحات سوق وقوانين العمل التي ستسهل للقناة استقدام الموظفين من الخارج». في هذا السياق، يشير مصدر لـ «الأخبار» إلى أن إنتقال «العربية» إلى الرياض باتت قريبة، وهي ستتمثل بداية في إنتقال فريق القناة إلى المدينة السعودية للإستقرار في الاستديوهات المتواجدة في الرياض ويتم توسيعها حالياً. ويتابع المصدر، أن عملية الانتقال ستكون بداية مع «العربية»، ولاحقاً بعد عام تقريباً سيلتحق بها فريق mbc. ويوضح أن أزمة إنتشار فيروس كورونا تعيق تنفيذ الخطوة سريعاً، لذلك لم يتم بعد تحديد توقيت محدد لها.
ويوضح المصدر أن mbc ستنتقل في الأعوام الثلاثة المقبلة من الرياض إلى مدينة نيوم الاستثمارية حيث يتم بناء أكبر المباني هناك. وهذه الخطة بالطبع ضمن مخططات بن سلمان لرؤية 2030. أما عن باقي المكاتب المنتشرة لـ mbc وتحديداً مكتب بيروت، يلفت المصدر إلى أن العمل في جميع المكاتب سيسير بشكل عادي، ولكن التغيرات ستطرأ على مكتب دبي في الاساس. وسيتم تحويله من مركز اساسي الى مكتب عادي، مع الإبقاء على عدد من العاملين فيه. وبهذه الخطوة سيواجه بن سلمان نظيره الاماراتي حاكم جبي محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يتمسك بالقناتين السعوديتين ويجدهما من أساسيات جذب الاعلاميين الى الامارات وتلميع صورة دبي. ولا يأتي تمسك بن راشد بالشاشتين من لا شيء، بل نتيجة فشل ولادة مشروع إعلامي إماراتي شبيه بـ «العربية» و mbc.