بعد تعمّد الإحتلال الإسرائيلي، اقحام قضية اعتقال الأسرى الأربعة، بمسؤولية فلسطينييّ الداخل، لبث الفتنة والشقاق في ما بينهم، أخرج فريق «الوفاء الفني الإسلامي» الذي يضم حمودة صلاح، ومصعب الهشلمون، الأسيرين السابقين اللذين ابعدا الى غزة، عام 2011، أنشودة «فلسطيني ابن الداخل» للرد على سردية الإحتلال، وخلقه حالة من البلبلة في الداخل. الأنشودة التي صوّرت على طريقة «الكليب» الغنائي، تقصدت إعادة بث مشاهد من النضال الفلسطيني، الذي خاضه فلسطينيو الداخل منذ «النكبة» الى اليوم، مع لقطات تظهر خارطة فلسطين، وابراز المدن والبلدات الفلسطينية. ويبدأ المقطع بلقطة ينفض فيها صلاح والهشلمون الغبار عن مذياع قديم يبث خبراً عن ثورتي «يافا» و«البراق» اللتين حدثتا إبان الاحتلال البريطاني ونجحتا بجهود ومشاركة الفلسطينيين من دون تفرقة بينهم. وقد تعمّد كل من صلاح والهشلمون، اعتماد الإيقاع الموسيقي العصري الصاخب الأقرب إلى جيل الشباب الذي يراهن الاحتلال على سقوطه. وسبق أن أنتجت الأنشودة، لكنّ الفريق تأنّى في إطلاقها، ووجد اليوم، الظرف المناسب لبثها، وسط حالة التضامن العارمة مع الأسرى التي سادت فلسطين التاريخية، وتأكيد محامي الأسرى بأن أحداً لم يش بهم، ولم يطلبوا المساعدة من القرى العربية «خوفاً عليهم لا منهم»، بخلاف ما روّج اليه الإحتلال سابقاً بأن فلسطينيّ «الناصرة» وشوا بأسيرين من أصل ستة.