الإعلام المصري في أسوأ أحواله

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام المصري في أسوأ أحواله
أحدث قرار استبعاد محمود سعد بلبلة في الأوساط الشعبية

مع وصول عبد الفتاح السيسي الى سدة الرئاسة المصرية، أي قبل سبع سنوات، تغيّر المشهد الإعلامي بالكامل في مصر، لغاية بلوغه أسوأ أحواله اليوم. الى جانب استحواذ المخابرات المصرية على الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية» قبل عامين، شهدت الأسابيع الأخيرة حالة من التدهور في القطاع الإعلامي المصري، مع قرار «الهيئة الوطنية للصحافة» في القاهرة، وقف طباعة ثلاث صحف مسائية: «الأهرام» (مؤسسة الأهرام)، و«الأخبار» (أخبار اليوم)، و«المساء» (دار التحرير للطبع والنشر)، وتحويلها إلى إصدارات إلكترونية، ودمج بعضها... عدا قرار بيع مبانيها الأثرية التي تقع في قلب القاهرة، وتحويلها الى وجهات استثمارية ربحية. وفي الفترة الأخيرة، برزت ظاهرة استبعاد وجوه إعلامية معروفة، كلياً عن الشاشة، وفي حال بقائها، فإن برامجها سرعان ما تتحول الى اجتماعية وترفيهية، تغيب عنها السياسة بشكل واضح. هكذا، استبعد الإعلامي المصري محمود سعد، عن شاشة «النهار» الأسبوع الفائت، وأحدث اقصاؤه حالة من البلبلة في الأوساط الشعبية، خاصة بعد عزوفه عام 2014، أي مع قدوم السيسي، عن تقديم البرامج السياسية، والإتجاه صوب البرامج الإجتماعية والإنسانية. استبعاد سعد وإعلاميتين من برنامج «الستات ما بيعرفوش يكدبوا» على cbc (مفيدة شيحة وسهير جودة)، بعد أكثر من عشر سنوات على عملهما في التلفزيون، فتح الباب واسعاً أمام الحالة الصعبة التي وصل اليها الإعلام المصري، مع كمّ الأفواه، واقصاء الوجوه الإعلامية المعروفة، أو الزام من يتصدرون الشاشات بتجنّب الحديث عن السياسة. وإن كان لا بد من التعريج صوبها، فإن النقاش سرعان ما يذهب خارج البلاد، كنقاش على سبيل المثال للإنتخابات الألمانية. لن نفاجأ حينها، بخروج الإعلامية المصرية المعروفة لميس الحديدي، لتحوّل برنامجها الى اجتماعي وحتى فني («كلمة أخيرة»-On)، بعدما اشتهرت ببرامج الحوارات السياسية. يسري الأمر أيضاً على ابراهيم عيسى في «حديث القاهرة» («القاهرة والناس»)، بعدما استُبعد قبله الإعلامي وائل الإبراشي، بعد انتقاده على القناة «الأولى» وزير النقل كامل الوزير، وما زال غائباً عن الشاشة. وسبقه المذيع أسامة كمال الذي أوقف عن العمل في dmc، قبل عامين، بعدما ترددت أسباب عن عدم انصياعه لتعليمات المسؤولين في القطاع الإعلامي. هكذا، يتظهر المشهد الإعلامي أكثر فأكثر في المحروسة، حيث تُخرس الأصوات وتتبدل أنماط البرامج وتتحوّل الى اجتماعية، وتتوقف الصحف الورقية عن الصدور، وتحول أبنيتها التراثية الى هيئات للمصارف، ويمنع الإنتقاد تحت طائلة الإقصاء الكلي عن الشاشة، أو في أقل الأحوال سوءاً يحوّل الإعلامي الى منصة يوتيوب، كما حصل مع محمود سعد!

0 تعليق

التعليقات