سبع ضحايا لم يحظ أحد منهم، بتغطية إعلامية وخبرية. سبع ضحايا عزّل، قتلوا أمس، برصاص القنص، وسقطوا أرضاً مضرجين بدمائهم، لم تعبأ غالبية وسائل الإعلام اللبنانية بأسمائهم وعوائلهم. وسائل منشغلة أصلاً في تضليل الحادثة الدموية وتضييع الجناة، وتحريف الأنظار صوب المعارك السياسية المفتوحة أصلاً مع «حزب الله». أمس، انتشرت صور هؤلاء على مواقع التواصل الإجتماعي، ونعاهم أقرباؤهم وأصدقاؤهم، وكذلك نشرت قصصهم، ولعلّ أبرزها قصة مريم فرحات المأساوية التي قضت برصاص القنص في منزلها، بينما كانت تنتظر عودة ابنائها من المدرسة، بعدما زّفت قبل أيام قليلة ابنتها الكبرى. القصة على قساوتها لم تهز مشاعر كثيرين، ومعهم منصات اعلامية امتنعت عن الإضاءة على مظلوميتها، وعلى الفاجعة التي حلّت بعائلتها. قصص الضحايا، الذين صوّروا على أنّهم أشخاص غير مرئيين، وغير موجودين في الأصل، لم يلقوا تضامناً أو تعاطفاً تحظيان به عادة حوادث أخرى، لم تصل حتى الى حالات الغدر والدماء كما حصل في «الطيونة». تجاهل متعمد للضحايا، وتمييز طبقي وعنصري بحقهم من قبل الإعلام، لجهة إضاءة على الذعر في المدارس الخاصة، في مقابل تغييب قصة مريم. هذا الأداء المفضوح، قابلته، حركة مريبة، بتكثيف تواجد الوجوه القواتية على شاشات التلفزة. أمس، كنا أمام حشد غير مسبوق، لهؤلاء، لدفع التهمة عنهم بعد اتهام الثنائي الشيعي لحزب «القوات» بضلوعه وتورطه في حدث «الطيونة» الدموي. هكذا، حلّ صباحاً الوزير القواتي السابق، بيار بوعاصي، ضيفاً على برنامج «الحدث» على «الجديد»، وراح يستذكر تاريخ «القوات» أيام الحرب و«حملها للسلاح ودفاعها عن الدولة»، ويعيد تكرار سردية بأن سكان المناطق المجاورة لـ«الطيونة» حاضرون «للدفاع عن مناطقهم». وقبل بوعاصي، حلّ النائب جورج عقيص، ضيفاً على المحطة عينها، ضمن تغطية «طيونة-عين الرمانة»، التي افردتها «الجديد» مساء. بدوره، ادعى عقيص بأنّ ما حصل في «الطيونة» مجرد «اشتباكات» بين طرفين، أحدهما «مجهول» ينتظر التحقيقات لكشف هويته!. وعلى شاشة mtv، كانت حصة قواتية أيضاً، مع استضافة انطوان زهرا، على بلاتوه «صار الوقت»، وحلّ قبله النائب سامي الجميل، الذي دفع التهمة عن «القوات» وتورطها في أحداث «الطيونة».