تستعد حركة «سوا للبنان» لدخول المعترك الإنتخابي، بعدما كانت مقتصرة على الأعمال الاجتماعية في بعض المناطق سيما في صيدا. الحركة التي يمولها بهاء الحريري، تدخل بقوة اليوم الى الميدان اللبناني، من خلال الدعم الإعلامي والدعائي الذي تلقاه من بعض الوسائل الإعلامية المحلية، وأيضاً من خلال العدد الهائل للافتات الإعلانية التي تزنر الطرقات الداخلية والأوتوسترادات. الحريري الذي دخل المشهد الإعلامي منذ عام ونصف العام تقريباً، من خلال منصة «صوت بيروت انترناشيونال» سرعان ما تمدد إعلامه في الداخل، واجتذب وجوهاً وعاملين في المحطات المحلية على رأسها mtv، مع طرح شبكة برامجية تداخل بعضها في بث مشترك مع lbci. ومع أنّ المنصة الإعلامية التي تلقى رواجاً على فايسبوك، تعكس بشكل واضح أجندة بهاء الحريري السياسية، ومواقفه من باقي الأحزاب، الا أن الساعات الأخيرة، أظهرت حركة مختلفة يمكن وصفها بالرديفة، مع تفعيل صفحة «سوا للبنان» على فايسبوك، ليس لنقل الأنشطة وحركة افتتاح المراكز الإنتخابية في المناطق، بل هذه المرة، جرى إطلاق برنامج «الحل سوا»، الأسبوعي الذي دشن الأربعاء الماضي، ويتناول «مواضيع سيادية وانمائية»، ويطرح الأزمات الحاصلة في لبنان. واللافت أنّ مَن تتولى تقديمه هي الإعلامية غادة أبو عضل حسون، أشهر وجوه تلفزيون «المستقبل»، التي بقيت على شاشته لأكثر من 20 عاماً، مع دخولها الى أروقته مع جيل المؤسسين أي في العام 1992. لا شك في أن صورة الإعلامية اللبنانية، أعادتنا الى زمن «المستقبل» الذي انطفأ بشكل رسمي قبل أسبوع، مع إيقاف البث بشكل نهائي، بعدما كانت الشاشة الزرقاء تعيد بث برامج أرشيفية. إيقاف الإشارة تزامن مع عزوف سعد الحريري عن دخول الإنتخابات، وما يحكى عن أفول تيّاره السياسي، مقابل صعود شقيقه بهاء، وتمدد منصّاته الإعلامية وأيضاً حركته السياسية. نحن أمام انتهاء مرحلة بأكملها، استلمها سعد الحريري بعيد اغتيال والده عام 2005، وانتهت بإفلاس مالي لمنصاته الإعلامية المرئية والمكتوبة، وعزوفه عن خوض الإنتخابات النيابية. مرحلة انتقلت فيها الوجوه التي لطالما التصقت بالشاشة الزرقاء، الى رحاب أخرى، تقف على الضفة النقيضة اليوم، بفعل الظروف القاهرة التي تظلل اللبنانيين والجسم الإعلامي بشكل خاص.