لعلّ «التنبؤات» التي أطلقها ميشال حايك ليلة وداع العام 2021 تجاه بهاء الحريري وبثت حصرياً على قناة mtv، خير دليل على أن «بازار» التوقعات قد دخل مرحلة ما يشبه بـ «اللعب على المكشوف». فقد أتى «العرّاف» على ذكر بهاء أكثر من مرتين متوّقعاً له «نجاحاً» ملحوظاً في عام 2022 ينقسم بين السياسة والإعلام. «توقعات» جاءت في زمن شهر العسل بين المحطة والحريري. لكن قبل ساعات من إستقبال 2022، فكّ رئيس مجلس إدارة قناة mtv ميشال المر وبهاء الحريري صاحب منصة «صوت بيروت انترناسيونال» التي يديرها جيري ماهر، تعاقدهما. فقد كان عمر التعاون بين المرّ والحريري قصيراً، امتدّ لعام واحد فقط. وكان الثنائي قد اتّفق على نوع من التبادل الاعلامي يتمثّل في استئجار الحريري جزء من استديو «فيزيون» لتصوير غالبية مشاريعه التي تبثّ على المنصة، في مقابل التعاقد مع عدد من موظفي mtv أيضاً. يومها، قيل بأنّ ذلك التعاون لم تخصص له ميزانية لافتة، بل كان أشبه بأسلوب كيديّ، بعدما لم يتم «النصيب» بين الحريري ورئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر، فذهب لصالح المرّ. هذا ناهيك باستغلال الحريري أزمة إرتفاع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، فتعاقد مع غالبية الموظفين على رواتب باللولار، مخصصاً ميزانية إعلامية «متواضعة». هكذا، شهد استديو «فيزيون» زحمة تصوير برامج على «صوت بيروت» لم تكن ناجحة، بل كانت عبارة عن «كوكتيل» حوارات سياسية وفنية وإجتماعية من دون أيّ بصمة. أما الهدف الاساسي من تلك المشاريع، فكان التصويب على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتلميع صورة الشقيق بهاء، تحضيراً لاحتمال خوضه الانتخابات النيابية المقبلة. لكن كيف ولماذا فكّ المر والحريري تعاقدهما؟
في هذا السياق، تلفت مصادر لـ «الأخبار» إلى أن المرّ خسر أخيراً تعاقدين كانا في استديو «فيزيون»: الأول يتمثّل في ترك القناة الليبية التي بثت مشاريعها من بيروت لفترة طويلة بعدما تقرّر نقلها إلى تونس لأسباب تتعلّق بسياسة المحطة الليبية. أما الخسارة الثانية، فكانت رحيل «صوت بيروت» من الاستديوهات الكائنة في النقاش (قضاء المتن) وعدم تجديد العقد بين الطرفين.
على الضفة نفسها، تلفت المعلومات إلى أن المرّ أبلغ قبل أشهر، القائمين على المنصة بأن المبلغ الذي يُدفع لقاء التصوير لم يعد كافياً بالنسبة إليه، بخاصة أن «صوت بيروت» شهدت في الفترة الأخيرة ما يشبه «تمدّداً» في عدد الأعمال التي يتم تصويرها في استديو «فيزيون» وتتخطى الـ 15 برنامجاً. على إثر ذلك، قرّر القائمون على المنصة «هجرة» النقاش والبدء بالبحث عن استديوهات بديلة. تكشف المصادر أنه تقرر نقل تصوير برامج «صوت بيروت» إلى أحد الاستديوهات في منطقة المنصورية (قضاء المتن)، مع الإبقاء على التعاون مع الموظفين الذين يعملون في mtv والمنصة معاً. فهل تشهد «صوت بيروت» نفضة في برامجها بعد تغير استديوهات تصويرها؟