بعد زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الى الإمارات، والتهليل الإعلامي الخليجي وحتى المحلي للزيارة، توجه وزير الحرب بيني غانتس أمس للمرة الأولى الى البحرين، في الطائرة عينها التي أقلت أنور السادات عام 1977 غداة توجهه الى الأراضي المحتلة. في تصريحات صحافية متفرقة، اضافة الى تغريدات دوّنها بالعربية على حسابه، اعتبر غانتس أن لبنان «منطقة عديمة الإستقرار» وأن «المواطنين اللبنانيين ليسوا أعداءنا»، وكشف عرضه المساعدة على لبنان أربع مرات العام الماضي، سيما على الجيش اللبناني الذي قال بأنه «يعاني من نقص الإمدادات الأساسية، وترك خمسة آلاف جندي الخدمة، مقابل تقوية حزب الله بدعم مباشر من ايران». كلام وزير الحرب الذي يسمى «وزير الدفاع»، نقلته بعض وسائل الإعلام اللبنانية بحرفيته من دون إجراء أي تدخل تحريري. عدا أن النقل الحرفي يندرج ضمن خانة الترويج للإحتلال، فإن مضمونه يأخذنا الى تقديم «اسرائيل» على أنها «دولة» متعاطفة مع لبنان تريد انتشاله من أزماته الإقتصادية، في سياق اسقاط اي صفة للعداء معها ولتاريخها الدموي في لبنان. كلام غانتس الذي لاقى امتعاضاً اسرائيلياً داخلياً، لم يتوان الإعلام اللبناني عن الترويج له، وإعطاءه مساحة الكترونية وتلفزيونية على غرار ما فعلت mtv، في نشرتها الصباحية اليوم، وموقع «النشرة» الإلكتروني، اللذين كررا كلام وزير الحرب الإسرائيلي. ويبدو أنّ هذا النهج بات اعتيادياً على المنصات الإعلامية المحلية، التي باتت تمرّر أخبار التطبيع وتصريحات قادة الإحتلال، من دون رقيب أو حسيب.