بخلاف المشهد السياسي والإعلامي الذي ساد قبل عامين، وشهد تراجع «التيار الوطني الحر» بقنواته الإعلامية أمام الحملة الممنهجة التي تعرض لها إبان وبعد تظاهرات «17 تشرين»، يعود اليوم الى الصدارة مع استخدامه أسلوب الهجوم بهدف الدفاع عن الذات. فبعد استنهاض otv لشاشتها التي غابت لسنوات، وطرحها مجموعة برامج تخاطب المشاهد باللغة المباشرة قبيل الإستحقاق النيابي، واستعادتها بالتالي زمام الأمور ووضعها ملفات الفساد والمتورطين فيها أمام الرأي العام، ومحاولة التخفيف من الشيطنة التي تعرض لها فريقها السياسي.. يتولى الدفة اليوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مع مجموعة فيديوات ينشرها على تويتر، وتحمل اسم «دقيقة مع جبران». الفيديوات (لا يتعدى واحدها الدقيقة الواحدة)، تنشر اليوم ضمن سياق الترويج الإنتخابي على شاكلة برنامج مصغر يعتمد على أسلوب الإقتضاب وايصال الرسالة بأقل وقت، مع توجيه دعوة للناخبين في نهايته لحثهم على اختيار «التيار». فيما باقي زعماء الأحزاب وحتى القوى السياسية المستجدة على المشهد اللبناني، تتصدر الشاشات والبرامج، يطل باسيل من نافذة افتراضية، ليخطاب ناخبيه، عن الدولة المدنية وصلاحيات الرئيس و«الثورة الكاذبة». إذ كان لافتاً هنا، هجومه على تظاهرات «17 تشرين» التي «شلت الإدارات وسرّعت في انهيار الليرة»، و«لم تقدم مشروعاً بديلاً». وفي هذا الفيديو، وصف باسيل هذه «الثورة» بـ «ثورة السفارات وأنجي أوز»، و«المّمولة بالمليارات». وكما في كل فيديو ينهي باسيل كلامه بدعوة الناخبين الى انتخاب «التيار» ووصف الأخير بـ «الثورة الحقيقية». إذاً، وبعيداً عن الإستثمار السياسي للفيديوات ومضامينها، لا شك في أن خطوة باسيل في العالم الإفتراضي تحيلنا الى حيلة لجوء الزعماء السياسيين الى هذه المنصات للترويج الإنتخابي، واستخدام تقنياتها وأساليبها سعياً لجذب الناخبين سيما الشباب منهم.