من يتابع الشاشات المحلية هذه الأيام يلحظ حتماً حجم هيمنة الإستحقاق النيابي على ما عداه. هكذا، أقصي شهر الصوم وأجواؤه الدرامية، عن المشهد الإعلامي لصالح ضخّ انتخابي غير مسبوق، ركيزته هذه الايام ثقل البث المباشر للوائح الإنتخابية ومهرجاناتها، وإعلاناتها المدفوعة. إزاء هذا المشهد، تبدو otv، في مكان مختلف. اذ حاولت المحطة في الفترة الأخيرة استرجاع مكانتها على الخارطة السياسية والإعلامية من خلال اعتمادها استراتيجية الهجوم من أجل الدفاع، في محاولة لدحض كل الحملات التي تعرض لها «التيار الوطني الحر» ورئاسة الجمهورية بعيد «17 تشرين». وعشية إطلاق التيار للوائحه أمس، في أغلب المناطق اللبنانية، كان لافتاً حجم التحشيد الذي تتبعه القناة البرتقالية، من خلال إطلاقها أغنية «رح نبقى هون» بصيغة جديدة، أدخل عليها تعديلات تتعلق بالوضع الحالي ومحاربة الفساد، وابراز إغراق اللبنانيين بالأزمات المعيشية الصعبة. أغنية تعيد الحماس الى جمهور التيار البرتقالي، خاصة وانها «تبنش» صوراً أرشيفية لمرحلة الثمانينيات، إبان استلام ميشال عون قيادة الجيش. الى جانب النفس الحماسي الذي تضخه القناة، كان لافتاً مداخلة ريتا أنجليني التي تتولى تقديم نشرات الأخبار وتساهم في البرنامج الصباحي. فقد حوّلت فقرة Agenda، الصباحية الى ما يشبه الخطاب الإنتخابي، مستخدمة شعار التيار «رح نبقى هون»، ورافعة اللهجة تجاه خصوم التيار، ومصوبة على «القوات» و«الثورة» (فرع الأحزاب) على حد قولها. إنها لا شك ظاهرة مستجدة في الإعلام، خاصة في البرامج الترفيهية والعامة، تسعى هذه المرة، الى شد العصب الإنتخابي والحزبي قبيل الإنتخابات في وقت تحتدم فيه المعركة التي تصل الى «كسر عظم» في كثير من الأماكن المتواجد فيها التيار العوني!.