في كانون الثاني (يناير) من العام الفائت، دشّنت «الجديد» قناة خاصة بالسعودية (Al Jadeed KSA) على يوتيوب، معلنة إهتمامها ومواكبتها لأخبار المملكة، و«لأخبار الجالية السعودية في أنحاء العالم»، و«لمواضيع منوعة تهم المجتمع السعودي». هكذا، غزت الفيديوات التي تعنى بالشأن السعودي هذه المنصة، التي تندرج ضمن السياسة مرة، ومرات ضمن الترفيه والتسلية. وعلى أبواب الإنتخابات النيابية، تحاول القناة اللبنانية اليوم التشبيك مع هذه المنصة، وادخال عناصر انتخابية محلية إليها لا دخل للسعودية بها. فالناظر الى محتواها يستطيع التقاط هذا التكتيك من خلال عرض برنامجي «هنا بيروت»، و«الحدث» الحواريين السياسيين، ومضامينهما (علماً أن البرنامجين يواكبان هذه الفترة الإستحقاق النيابي ويتعاقب عليهما ضيوف من المرشحين للإنتخابات). الى جانب هذا التشبيك بين الشأنين المحلي والسعودي، أطلقت القناة أخيراً، برنامج «السعودية الحدث»، واتشح الاستديو الخاص بها بلون العلم السعودي. البرنامج السياسي، الذي استضاف في حلقته الأولى أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري، تزامن ــ كما قالت المحاورة راوند بو ضرغام ــ مع عودة السفراء الخليج الى بيروت. وكان لافتاً التحذير المبطن في الإستهلالية التي قرأتها على الهواء، من مغبة عدم التزام الحكومة بوعودها تجاه هذه الدول! إذ ركزت المقابلة على هذه العودة، وعلى علاقات لبنان بهذه الدول، كما لم تخل من مهاجمة «حزب الله». ظهور الحريري على «الجديد» فرع السعودية، لا شك في أنه فتح الباب أمام تساؤلات عدة تخص التدخل السعودي في الإنتخابات النيابية، وتقديم «الجديد» أوراق اعتمادها لدى المملكة، عدا اختيارها لشخصيات «سنية» كانت على خصومة معها، واليوم تفتح لها الهواء، لتكيل المديح للسيد السعودي!.