قبل عامين، فتحت بعض القنوات المجال أمام مراسليها الميدانيين، للانتقال الى تجربة الحوار السياسي سيما في البرامج الصباحية. تجربة أتاحت لبعض الوجوه بالظهور على هذه المساحات واختبار النقاشات السياسية ضمن أطرها المعروفة. ننتقل اليوم الى مروحة البرامج السياسية التي ملأت الشاشات وحتى شكلت فائضاً على برمجتها. برامج بالجملة خرجت في الآونة الأخيرة، لتنضم الى تلك السياسية الثابتة، ويصار من خلالها الى فتح البازار الإنتخابي وتسعير مقابلاته، لتفتح بدورها المجال أمام بعض المراسلين لدخول هذه الحلبة، وتشكل بالتالي فرصة جديدة للظهور ولو بأنماط مختلفة لم يعتدها المشاهد. البداية مع برنامج «بصفتك مين؟» (mtv) السياسي الإنتخابي المشغول على طريقة البرامج الترفيهية. أتاح البرنامج للمراسلة جويس عقيقي مساحةً أسبوعيةً تحاور من خلالها مجموعة سياسيين مرشحين للانتخابات النيابية. وعلى الرغم من الجنوح السياسي والإنحياز الذي تبدّى (قواتياً) أكثر من مرة في البرنامج، الا أن «بصفتك مين؟» شكّل الفرصة لعقيقي لتنتقل من التجربة الميدانية الى الاستديو في زمن الانتخابات. بعد «بصفتك مين؟»، يطل علينا برنامج «راس براس» (lbci) الذي أوكل الى ريمي درباس، التي تعمل كمراسلة ميدانية ضمن المحطة، وتظهر أيضاً في نشرات الأخبار المسائية. «راس براس» يقوم على فكرة المناظرة بين مرشحين من الدائرة عينها، حول محاور محددة تخص الإنتخابات والأوضاع القائمة في البلاد، وقد شكّل بدوره لدرباس فرصة لإختيار هذا النوع من البرامج، بعدما كانت مهمتها محصورة بنقل الأحداث الميدانية وقراءة نشرات الأخبار. وعلى المحطة عينها، خرج علينا قبل أسبوعين، برنامج «ورطة» الذي يعدّه ويقدمه المراسل مارون ناصيف. البرنامج الذي يبث مرتين نهاية الأسبوع، يتكئ على جهد مشغول من ناحية واقع الأحزاب وحتى المجموعات «التغييرية»، في الخارطة الإنتخابية. يعتمد البرنامج في كل حلقة على الإضاءة على حزب معين، وتبيان مدى وقوعه في «ورطة» أو ارتياحه في الدوائر المرشح فيها، من خلال الإعتماد على لغة الأرقام والأنفوغراف، الى جانب استعانته بمدير «الإحصاء والتوثيق» كمال فغالي، لإعطاء الأرقام التقريبية لحظوظ مرشحي هذه الأحزاب في الفوز أو الفشل.