كما في اعتقاله كذلك عند الإفراج عنه. خرس الإعلام اللبناني مرة أخرى حيال قضية الطبيب ريشار خراط الذي اعتقلته السلطات الإماراتية قبل شهر. أمس، أفرجت الأخيرة عن خراط بواسطة «الأمن العام» اللبناني، ووصل الى بيروت، وسط تكتم إعلامي واضح. هكذا، عتّم الإعلام مرة جديدة على قضية طبيب اعتقل في الإمارات على خلفية تغريدات أرشيفية ساخرة صنّفت على أنها «مسيئة» لأبو ظبي، مقابل تصدر اسمه قائمة «التراندينغ» على تويتر. إذاً خوف واضح يسود المنصات اللبنانية من تناول أي معلومة أو نقل خبر وصول الطبيب الى لبنان والإفراج عنه، إلى درجة أن mtv، خصصت ثواني معدودة أمس، في نشرة أخبارها المسائية، وصاغت خبراً عن الإفراج عن خراط، اعتمدت فيه صيغة تجهيل الفاعل، وتغييب الإعتقال القسري في الإمارات. إذ أوردت «يصل الطبيب اللبناني ريشار خراط الى لبنان بعدما كان في الإمارات»، فأسقطت بذلك فعلة الإعتقال، وتعاطت مع القضية كأن خراط كان في نزهة في الإمارات وعاد الى بلاده! الى جانب خبر mtv، غيّبت باقي القنوات اللبنانية خبر الإفراج عن خراط، ما خلا عبارات قصيرة نشرت على بعض منابرها الإلكترونية تنقل من خلالها موعد إطلاق سراحه بحسب بيان «الأمن العام» اللبناني. في مقابل هذا الصمت المدوي، والمخزي للإعلام اللبناني، حلّ خراط أولاً على قائمة التداول على تويتر، ونشرت الصور الأولية للحظة وصوله الى مطار بيروت، الى جانب أخرى جمعته بعائلته في زحلة، مقرونة طبعاً بهجوم الناشطين على الأفواه التي صمتت خوفاً من سيدها الإماراتي!