شكلت جلسة انتخاب رئيس للمجلس النيابي ونائبه وباقي أمناء السرّ أمس، الإختبار الأقوى لما يسمى بـ «نواب التغيير»، الذين دخلوا حديثاً الى الندوة البرلمانية. بعد حفلات الاستعراض التي ترافقت مع دخولهم المجلس، وانطلاقهم من نقطة تفجير مرفأ بيروت، سرعان ما ذاب الثلج وبان المرج، بانخراطهم الواضح في «المنظومة» السياسية التي بنوا في الأساس خطابهم على محاربتها ومقارعتها. فقد شكل حدث انتخاب نائب رئيس المجلس النيابي، المحطة الأبرز لتعرية هؤلاء، في منح أصواتهم الى مرشح «اللقاء الديمقراطي» غسان سكاف، في إطار مناكفة الياس بو صعب مرشح «التيار الوطني الحر». بعدما فضّل هؤلاء وضع أوراق بيضاء في الدورة الأولى لانتخاب نائب للرئيس، سرعان ما لجأوا الى مرشح «الإشتراكي» و«القوات» و«الكتائب» وباقي فريق 14 آذار في الدورة الثانية، ليتلقوا صفعة بفوز بو صعب. هذا الإختبار كان كفيلاً بقلب الطاولة عليهم شعبياً وعلى خطابهم، وانتقاد تشتّت أصواتهم مقابل الجبهة الأخرى المتراصة. هذه الحادثة أرست مفاعيلها على وسائل الإعلام التي ذهب بعضها الى الهجوم على هؤلاء «التغييرين» بعدما دعمه إبان الإنتخابات النيابية، في وصف ما حصل بـ «الفشل». هذا ما بدا على شاشة mtv، التي هاجمت بشراسة «قوى التغيير»، وخاطبتهم بالقول: «متى يدرك التغييريون أن التغيير الحقيقي لا يتحقق بالإستعراضات الشارعية، ولا بالوقوف أمام التماثيل والأنصاب التاريخية على أهميتها؟»، وسألت: «ألم يكن الأجدى لهم في مثل هذا اليوم التاريخي أن يركزوا على التفاهم داخل البرلمان بدلاً من التلهي بالسيلفي والعراضات الشعبية؟». في مقدمة نشرة أخبارها أمس، أكدت المحطة أن «المنظومة أثبتت أنها لا تزال أقوى من محاولات التغيير»، ودعت هؤلاء الى «الإتعاظ» بعدما أضحوا مشتتين ومبعثرين. بدورها، فإنّ lbci التي عرفت بانخراطها في مشروع «التغيير» ودعمه الى أقصى الحدود، حاولت في نشرة أخبارها أمس، التخفيف من وطأة الحدث، وتصوير الأمر على أنه نوع من الإكراه في دخول اللعبة السياسية، منتقدة عدم وضع هذه القوى استراتيجية موحدة «للمواجهة»، واصفة هذه الإنطلاقة بـ «الخاسرة». في مقابل هذا الهجوم على قوى «التغيير» من وسائل إعلام داعمة لها في الأصل، كانت otv، تؤكد بأن لا وجود لأكثرية واقلية، واصفة دخول نواب «التغيير» في هذه اللعبة مع بقايا «14 آذار»، بـ «السقوط في فخ النكايات السياسية»، وممارسة «الازدواجية». كذلك، هاجمت المحطة «القوات» و«الكتائب» اللذين التفّا حول مرشح وليد جنبلاط، بهدف اسقاط الياس بو صعب، واعتبرت أن هؤلاء سقطوا أيضاً في «فخ النكد السياسي».