وسط الحصار الرقمي الإسرائيلي الذي تتعرض له المنصات التفاعلية الفلسطينية، تنشط هذه الأيام صفحة «الأرشيف الفلسطيني» على تويتر، كمنصة مرجعية لحفظ الذاكرة الفلسطينية، وكنوع من أنواع المقاومة التي يحاول الإحتلال على الدوام محوها. الصفحة التي يخفي أصحابها هوياتهم،ارتأت الإستقرار على تويتر، كونها المدّونة الأقل تعرضاً للحظر مقارنة بفايسبوك وانستغرام، لتزخر بصور ووثائق ورسوم كاريكاتورية، الى جانب شهادات ومذكرات لشخصيات فلسطينية، عربية وأجنبية، عاصرت حقبات تاريخية في فلسطين، وتبحرت في أرشيفها. الناظر في المواد المنشورة في الحساب، لا يلحظ الإتكاء فقط على الماضي، واستذكار حقبات «النكبة» وما تبعها، بل تعمّد المنصة ربط الماضي بالحاضر، كنوع من الاستمرار الى ما بعد العام 1948، وكشف ممارسات الإحتلال وتوثيقها في الذاكرة، منعاً لأي انزلاق نحو الإهمال أو الإستكانة، سيما في ما يخص سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، مثل مجزرة «تل الزعتر»، و«دير ياسين»، و«صبرا وشاتيلا». وصل عدد متابعي الصفحة الى اليوم الى أكثر من 30 ألف متابع، عاينوا المحتوى الأرشيفي داخلها، الذي يتنوع بين وثائق ورقية، ومقاطع مرئية، وصور وأفلام، تسعى الى توثيق الذاكرة والحياة الإجتماعية والسياسية والفنية، وحفظ الإرث الثقافي الضائع او المصادر. تأتي خطوة إنشاء حساب لحفظ الذاكرة الفلسطينية، في زمن يحارب فيه المحتوى الفلسطيني، وتصادر منصاته الرقمية، ويعمل على فرض السردية الإسرائيلية. ولا شك في أن للأرشيف دوراً هاماً في المقاومة وحفظ الذاكرة الجمعية، للإبقاء على ديمومة القضية الفلسطينية، كجزء من أشكال النضال اليومي ضد الإحتلال.