منذ سنوات، وصلنا إلى نتيجة لا ريب فيها: «فيصل القاسم ختم الانحطاط!»، هو الذي تاجر بالقضية السورية والدمار الحاصل، وتحوّل إلى غراب ينعق على خراب الأمة بـ «كاركوزاتية» مدهشة وإمعان في الذكورية والعنصرية والطائفية. خطاب إعلامي شيّد عداء جذرياً مع المهنية والاتزان لكنّه في مكامن صريحة ظلّ تهريجياً لا يمكن أن يؤخذ على محمل الجد! على أيّ حال، ما الذي يجعلنا نفتح سيرة رجل استخلصنا من تجربته هذه النتيجة؟! هذه المرّة تبدو المسألة لازمة بعد عراكه الافتراضي مع زملائه في المؤسسة الإعلامية نفسها الذين يبدوا بأنهم ضاقوا ذرعاً به. البداية كانت قبل أيّام عندما غرّد مقدّم «الاتجاه المعاكس» على تويتر عن القمة العربية التي يفترض أن تعقد في الجزائر خلال الفترة القادمة، فإذا بلغته تشبه إطلالته وسويته المعتادة قال: «نظام يتآمر مع أثيوبيا ضد مصر ويتحالف مع إيران ضد العرب، ونظامي يعادي جاره المغرب، ثم قال يريد لمّ شمل العرب في قمة عربية.. صب عمي صب» ليأتيه الرد حاسماً من زميله في BEIN SPORT معلّق كرة القدم الجزائري الشهير حفيظ دراجي عندما شارك التغريدة وكتب عليها: «المهم أننا لا نخون ولا نبيع وطننا ولا قضيتنا ولا شرفنا ولا نفتخر بتدمير بلدنا من أجل إسقاط رئيسنا». وهنا اندلعت حملة ضد دراجي من منصّات ومنابر المعارضة السورية، على رأسهم ميسون بيرقدار التي أمضت ردحاً من عمرها تحتال على الناس، وتشتمهم ثم تنشر ما «أنجزته» على اليوتيوب. سريعاً نصبت شباك ضغينتها حول الرجل وأقنعته في اتصال هاتفي كانت تسجلّه أنها من القصر الرئاسي السوري وجعلته يعبّر صراحة عن آرائه حول ما يحدث في بلادها ثم كما العادة اعترفت له بأنها كانت تضلّله وشتمته فأغلق الخط. في هذه الأثناء، كانت بقية المنصّات تكيل له الاتهامات بينما ينشغل القاسم بالردح كعادته وسيل الشتائم التي يستخدمها ضد زملائه هذه المرّة، معتبراً بأنه كتب تغريدة وهو يشرب فنجان قهوة فهزّ نظاماً عربياً بأسره (!) فيما نال درّاجي من جمهور كرة القدم في الداخل السوري تضامناً صريحاً وواسعاً. ثم تداولت منصّات جزائرية تصريحاً على لسان مذيع الجزيرة جمال ريّان قوله في ردّ على القاسم: «قسمت العرب إلى عربيين... عربي وعربي صهيوني». لكن لدى البحث على حساباته على السوشال ميديا لم نعثر على أثر هذا الكلام الذي يبدو أنه نشره وحذفه بعد فترة. طبعاً من يعرف ريّان، يدرك إعلانه صراحة معاداته للتطبيع ودعواته لوأد الفتنة بين الدول العربية وإيران لقطع الطريق أمام الكيان الصهيوني!بعد ذلك دخل مذيع «بي إن سبورت» السوري أيمن جادة على الخط وعقّب بغضب على صفحته على الفيسبوك حين كتب: «نصيحة أكررها لأصدقائي: الساقط والتافه والسفيه لا ترد عليه ولا تجعل له شأناً فوقتك أثمن من إهداره عليه، ولقد صدق الشاعر الذي ثقال لو كلّ كلب عوى ألقمته حجراً... لأصبح الصخر مثقالاً بدينار» ليأتي الرد مجدداً من القاسم بجولة ردح إضافية اعتبر فيها بأن جادة من مخلفّات النظام السوري من دون ذكر اسمه. سريعاً طويت الصفحة باعتبار بأن جادة ودراجي ينشغلان على سوية عالية حالياً نتيجة ازدحام مباريات الدوريات الأوروبية وبدء بطولة دوري ابطال أوروبا، واقتراب قطر من استضافة كأس العالم لكرة القدم. هذه الأحداث الرياضية المتلاحقة لا تترك فرصة لمذيعي الشبكة الرياضية للأخذ والرد في فتن سياسية يعتاش فيصل القاسم وبرنامجه عليها!