في نهاية العام الماضي، كانت دار «الحياة» (تضمّ صحيفة «الحياة» ومجلة «لها») السعودية على بُعد خطوات قليلة من إتمام صفقة مع «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» التي يملكها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. إلا أن الصفقة ذهبت مهبّ الريح لاسباب غير معروفة، لكن تسرّب لنا يومها إنّ ملفات الهدر والفساد التي تسيطر على الدار، كانت السبب الرئيسي في عدم البيع. رغم تحضيرات القائمين على الدار لصفقة البيع الأخيرة وغيرها من الصفقات، إلا أن قضية مصروفي «الحياة» لم تكن قد وصلت إلى حلّ. كان يتمّ الكلام عن بيع الدار التي تأسست عام 1988 في لندن ثم انتقلت إلى بيروت عام 2000، وسط إستمرار معاناة المصروفين من مختلف الدول العربية الذين لم يتقاضوا أتعابهم منذ خمس سنوات بعدما أغلقت الدار ابوابها بشكل كلي، ضاربة بعرض الحائط مطالب مئات المصروفين من جنسيات مختلفة، فقدوا حقوقهم بعدما غابت إدارة «الحياة» عن السمع.
بعد نحو عام ونصف العام على إغلاق صفحات «الحياة» على السوشال ميديا، أفاق متابعو «الحياة» أمس على خبر مفاجئ يتمثل في عودتها مجدداً.
فقد أعلن الرئيس التنفيذي لـ«الحياة» السعودي إبراهيم بادي في تغريدة على تويتر، عن رجوع صفحات «الحياة»، ناشراً بياناً توضيحياً مقتضباً عن المرحلة المستقبلية للدار.
وقال بادي إن «صحيفة «الحياة» الدولية عزمت جدولة ديونها بالاتفاق مع الدائنين والعودة من جديد وتحويل الصحيفة الى شبكة تواصل اجتماعية مخصصة للقراء والصحافيين العرب بداية يناير 2024. ستسعى الى الصدقية العالية ورفع سقف حرية التعبير وتعزيز التعايش وتحسين جودة الحياة عبر القصص الصحافية».
في هذا السياق، رفض بادي إعطاء المزيد من التفاصيل حول عودة «الحياة»، لافتاً إلى أن بيان الدار كان كافياً. ولكن ماذا عن حقوق المصروفين الذين لم يتقاضوا أتعابهم منذ سنوات؟ يجيبنا بأن «البند الاول من البيان كان واضحاً حول ذلك الموضوع»، في إشارة إلى «إعادة جدولة ديون الدار» من دون أن يعطي جواباً واضحاً حول الطريقة التي سيتم فيها دفع المستحقات المكسورة وقد أدت إلى غرق المصروفين في ديون كبيرة.
على الضفة نفسها، تلفت معلومات لـنا إلى أنه لم يعرف بعد الجهة التي إشترت «الحياة»، متسائلة عما إذا كان بادي يتصرّف من تلقاء نفسه من دون الرجوع إلى الادارة السعودية التي تملك الدار. وتوضح المصادر بأن إعلان بادي كان له حسنات، تمثّل في تحريك ملف مصروفي الدار الذين بدأوا رفع دعاوى في الامارات العربية المتحدة ضد إدارة «الحياة»، مطالبين بحقوقهم المهدورة، بخاصة أن إبراهيم بادي كان قد أعلن في الصيف الماضي عن دفع الدار للمستحقات المتراكمة للمصروفين وتقسيطها على سنوات، قبل أن يغيب عن السمع كلياً.
على الضفة نفسها، شبّه بعضهم إدارة «الحياة» بأنها تبيع الأوهام للمصروفين الذين لا يجدون باباً للتفاوض معها. وتلفت المصادر إلى أن عودة «الحياة» على الصفحات الافتراضية لا تعني رجوعها للاصدار الورقي أبداً، خصوصاً أنّ العمل على صفحات السوشال ميديا لا يحتاج إلى فريق صحافي كبير، بل يمكن لعدد قليل منهم إتمامه. واختتم المصدر بالقول بأنّ خطوة بادي برجوع «الحياة» قد تكون بمثابة «جسّ نبض» للسعوديين لإعادة «الحياة» تزامناً مع المنافسة والفورة الاعلامية التي تشهدها الرياض وأبو ظبي.