سقط مالك مكتبي في فخّ الفضائح، وحوّل برنامجه «أحمر بالخط العريض» (كل أربعاء على lbci) من إجتماعي إلى عمل تلفزيوني يدور في فلك الابتذال. كان مستغرباً على المقدم اللبناني أن يُسقط بيده برنامجه الاجتماعي الذي بدأه عام 2008 بهدف رفع نسبة مشاهدة «أحمر بالخط العريض» بعدما تراجعت في الموسمين الماضيين.لم يكن في الحسبان أن يمشي مكتبي في لعبة «الرايتينغ» متأخراً عن زملائه الذين سبقوه، ويهدم ما بناه طيلة سنوات طويلة في عالم البرامج الاجتماعية التي حجز لنفسه مكاناً فيها. فقد إستطاع أن يضع نفسه ضمن خانة المحاورين الناجحين في القضايا الاجتماعية بعدما ركّز على قصص وحكايا أشخاص ملفتة للانتباه. يومها، فتح مكتبي الهواء لحالات إجتماعية تركت أثراً في ذاكرة المشاهدين، فمن منا لا يذكر الفتاة اللبنانية زينب بلوط التي كانت تبحث عن والدتها السريلانكية ديبا دارميسيري؟. تلك الحلقة التي عرضت ليلة رأس السنة عام 2016، حطّمت الارقام القياسية، وتناولت قصة فتاة حرمت من والدتها، لتكون النهاية حزينة بلقاء زينب لوالدتها ولكن يشاء موت والدتها أن يختم علاقتهما.
هكذا، كان مكتبي سبّاقاً في الحالات المثيرة للجدل التي تراوحت بين رحلات الموت في القوارب، وقصص ناس عاشوا الحياة بحرقة وخرجوا برسالة من الحياة برسالة مهمة. كان سبّاقاً في تناولها، متنقلاً بكل ثقة بين الاثارة والموضوعية. اليوم، إنقلبت تلك المعادلة، وتحوّل البرنامج من قضايا إجتماعية إلى فضائية تدور في فلك الجنس والمبالغة، وكأنّ الأمر مقصود لجذب المشاهدين وإحداث بلبلة على صفحات السوشال ميديا.
في هذا السياق، فتح مكتبي حلقات برنامجه للحديث عن الجنس والدعارة والتعرّي بطريقة لا تمّت للبرامج الاجتماعية بأيّ صلة. فتح الهواء لضيفاته للحديث عن زواج المتعة والدعارة، مستقبلاً إمرأة (أرزة) تتفاخر بذلك الزواج، مبرّرة إياه بأنه من أجل حصولها على المال وإعالة عائلتها. تقول بأنها «خبرة في الجنس»، وقد تكون علاقتها مع الرجل لنصف ساعة فقط مقابل مبلغ من المال، بحسب قولها، ناهيك بفتح النقاش حول الحجاب وعلاقته بالمتعة فتبدأ الاسقاطات، إضافة إلى تسليع المرأة وتحويلها إلى آلة جنسية فقط، متفاخرة «لا أشعر بأي احاسيس في العلاقة الجنسية»! يتابع «أحمر بالخط العريض» حلقاته، ويستضيف ضيفة تبدأ الحديث عن أهمية المال بالنسبة اليها، حيث يمكن للرجل الحصول منها على ما يريده شرط إعطائها المال. ولاحقاً في إحدى الحلقات أيضاً، تطل إمرأة تعدّد الصفات الجمالية التي يبحث عنها الرجل في المرأة «صدرها حلو، ويحب الشعر الاشقر». قبل أن يتعرف المشاهد تباعاً إلى فتاة تحب الغزل والاهتمام بحسب قولها، لافتة إلى أنّ تلاميذها «مغرمون بها بسبب جمالها». تتمايل راقصة أمام الكاميرا، فتنهار ضاحكة بأنها «أوافق على الاغتصاب إذا كان من قبل المغني المغربي سعد لمجرد». كيف لهذه العبارة أن تخرج على الهواء، في وقت تقام فيه حملات عالمية ضد المغتصب وتوعية الفتيات حول تلك القضية الخطيرة!
في جميع الحالات، كانت عيني مالك تجحظ عند الحديث مع النساء حول الجنس والدعارة، فربما يتخيل الرقم القياسي للمشاهدة الذي سيحققه له على صفحات السوشال ميديا ويوتيوب.