وكان رؤساء التحرير أعلنوا عن مساندتهم للدولة في مواجهتها الإرهاب، لكن البيان الصادر عنهم كشف عن آليات اتفق عليها المجتمعون تجعل الصحافة عصا في يد النظام تساعده على البطش وتتخلى عن مهنيتها برغبتها. بيان «صحافيون ضد بيان رؤساء التحرير» أشار إلى أنّ ما خرج عن اجتماع رؤساء التحرير «لم يميز بين مواجهة الإرهاب، والتأسيس لفاشية جديدة، ولا يعبر عن الجماعة الصحافية». والتوصيات التي جاءت ببيان رؤساء التحرير «لا تلزم إلا الموقعين عليها، ونعتبرها هي والعدم سواء، وسيحاسب التاريخ من قرروا التفريط في المهنة».
الدعوة للإجتماع جاءت من مجموعة من شباب صحافيين يؤسسون حركة اسمها «صحافيون ضد التظاهر» وهي المشكلة في الأساس للتعبير عن الرفض لقانون التظاهر الذي يحاكم به عدد من النشطاء السياسيين حالياً، وحكم على بعضهم بالسجن ثلاث سنوات الأسبوع الماضي، بتهمة خرق مواد القانون.
وأعلن البيان الصادر عن اجتماع الصحافيين في مقر نقابتهم عن رفض ما جاء ببيان رؤساء تحرير الصحف ونقيب الصحافيين الأسبوع الماضي. واعتبر الموقعون أن بيان رؤساء التحرير «يمثل ردة على حرية الصحافة، وقتلاً متعمداً للمهنة، وإهداراً لكرامة كل صحافي مصري، وقبل هذا كله انتصاراً للإرهاب عبر إعلان التخلي الطوعي عن حرية الرأي والتعبير».
ولفت البيان الذي سمح بالتوقيع عليه من خلال الانترنت إلى أن مواجهة الإرهاب، «واجبٌ وشرف، لا علاقة له بتأميم الصحف، والتنازل الطوعي عن حرية الرأي». وتابع أنّ الوطن سيكون فريسة للإرهاب إذا كانت مواجهته تتم «بإعلام مقيد، وأفواه مكممة».
ويلاحظ أن من بين الموقعين على بيان رفض ما جاء في اجتماع رؤساء التحرير حتى أمس أربعة من مجلس نقابة الصحافيين هم محمد عبد القدوس و خالد البلشي، وحنان فكري وعبير سعدي من بين قرابة 600 موقع على البيان.
للصحافة المصرية «شباب» يدافعون عنها
القاهرة | نرفض الإرهاب نعم لكننا أيضاً نرفض استبداد السلطة باسم محاربة هذا الإرهاب. هذا ملخص بيان «تكميم الأفواه انتصار للإرهاب» الصادر عن اجتماع مجموعة من الصحافيين المصريين السبت الماضي للرد على بيان رؤساء تحرير الصحف مع نقيب الصحافيين المصريين الأسبوع الماضي (الأخبار 28/10/2014).