علاقة محمد حسنين هيكل بإيران بدأت في عمر مبكر: «إيران بالنسبة إليّ جزء من شبابي»، عبارة قالها في إحدى مقابلاته مع الإعلامية لميس الحديدي ضمن سلسلة حوارته «مصر أين وإلى أين؟» على قناة «سي.بي.سي.». أرّخ هيكل الجمهورية الإسلامية في كتابين: الأول «إيران فوق بركان» (1951) ليليه بعد 65 عاماً كتاب «مدافع آية الله ــ قصة إيران والثورة» باللغة الإنكليزية، قبل أن يترجم الى العربية (دار الشروق ــ 2006). لم يقاربها من وجهة نظر صحافي «منبهر»، كما قال، بل ضمن "اهتماماته"؛ فهو الصحافي الذي جمعته صداقات بالضدّين، بكل من الشاه والخميني. في «مدافع آية الله»، حلّل الثورة الإسلامية في إيران، والمراحل التي مرّت بها، وصولاً الى الأثر الذي تركته في دول الخليج ووضع هذه البلدان أكثر في دائرة الضوء والجاذبية العالمية. استند هيكل في كتابه الى عدد من قيادات الثورة، وعلى رأسهم الإمام الخميني. ولعلّ أبرز ما خاطب به قائد الثورة، آنذاك، لدى لقائه في باريس نهاية عام 1978، تركيزه على الجانب المدني ــ إن صح التعبير ــ عندما أشاد بالقوة العسكرية لأركان الثورة الإسلامية. وأشار بوضوح الى أهمية وجود الكوادر السياسيين والخبراء القادرين على «تنفيذ مهام الثورة وبرامجها». ومن العبارات الشهيرة التي ما زالت تتردد أصداؤها الى اليوم، وصف هيكل للخميني بـ"الرصاصة التي انطلقت من العصور الوسطى واستقرت في القرن العشرين».لطالما عبّر هيكل عمّا يدور في المنطقة، وحذّر من مغبة السقوط في الفتنة السنية الشيعية، وعدّ ذلك «خطيئة تاريخية»، ووقوعاً في حالات التقسيم العربي ــ العربي. ورأى أن إيران كما باقي الدول العربية لها «طموحاتها ومطامعها». وفي حديث مع صحيفة «السفير» في تموز (يوليو) الماضي، أثار ضجة عارمة في الإعلام السعودي والمصري بسبب تصريحاته حيال الجمهورية الإسلامية؛ فقد كشف أنّ «مصر تسعى الى التقارب مع إيران» بعيد الاتفاق النووي بينها وبين الغرب، من دون أن يغفل الضغوط التي كانت تمارس على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لثنيه عن «الانفتاح» على هذا البلد.