في عام 1951، صدر الكتاب الأول لمحمد حسنين هيكل بعنوان «إيران فوق بركان» («دار أخبار اليوم») بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً، من أجل تغطية مقتل رئيس الوزراء علي رزم أرا، ثم بظهور محمد مصدق فخلعه. وقد قابل هيكل سياسيي العهد القديم جميعهم. بعد صدوره بفترة، ذهب الرئيس جمال عبد الناصر إلى هيكل في مكتبه في جريدة «الأهرام»، من أجل الحصول على نسخة، لأنه لم يعثر عليها ليشتريها، واستغرقت الزيارة نصف ساعة، دار فيها الحديث حول إيران! كانت تلك شرارة البداية التي جمعت الأستاذ والرئيس! أما كتاب «زيارة جديدة للتاريخ» (1988 ـ «دار الشروق») فتضمّن سبعة لقاءات، أجراها هيكل مع شخصيات في الماضي. لكن الكتاب لم يكن مجرد حوارات، بل تحليلات سردية ومقاربة وجهات نظر وقضايا تعني العالم العربي مثل الديموقراطية، والحرية، والحرب... ينتقل هيكل بإبداع، بين الشخصيات السبع التي قابلها في هذا الكتاب حيث يبدأ بخوان كارلوس ملك إسبانيا الذي نقل دولته من الحكم المطلق تحت فرانكو إلى ديموقراطية حديثة، ورئيس المخابرات السوفياتية يوري أندروبوف، والمشير البريطاني برنارد مونتغمري، وألبرت أينشتاين المثالي الإنساني المعارض لفكرة الحرب من أساسها الذي ناقش معه القضية الفلسطينية وهكذا دواليك... وربما يعتبر كتاب «خريف الغضب» (دار الأهرام ـ 1983) واحداً من مؤلفاته المهمة. يوحي الكتاب بأنه قصة حياة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، لكن الحقيقة أن الصحافي الذي سجن في عهده أراد أن يقدم رؤية تحليلية ومحاولة لشرح الأسباب التى أدت إلى اغتياله. الكتاب لاقى حملة نقدية واتهم بأن صاحبه لا يقدم «خريف الغضب»، بل يصب جام غضبه على أنور السادات لأنه سجنه في عهده، بينما طالب آخرون بضرورة فصل وجهة نظره فيه عن موقفه السياسي والشخصي منه. وقد استبعده هيكل من مجلداته الكاملة عندما أعاد إصدارها لاحقاً مع مجموعة كتب أخرى مثل «حرب الخليج: أوهام القوة والنصر» (مركز الأهرام للترجمة والنشر ــ سنة 1992) الذي يضم معلومات وفضائح سياسية مدوية عن علاقات حكام الخليج بأميركا والنفط العربي. يبقى كتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» (ثلاثة أجزاء صادرة سنة 1995 ــ دار الشروق) واحداً من مؤلفاته البارزة. في هذا العمل، تطرق إلى المحاور التي يدور فيها هذا الصراع وسياسة الدول العربية، ما فتح الباب أمام تنبؤات بحدوث تطورات عنيفة في المنطقة، ثم يتجه إلى الحقبة المصرية ليصل إلى اتفاق «أوسلو».