الفنان الذي تغنّى بفحولته «الطافحة» على الشاشات، فخوراً بنظرته البدائية إلى المرأة، وبـ «حساسيّته» إزاء المثليين، صار نصير الحقوق الفردية والدول المدنية. أجل! بعد سلسلة من الإعلانات المشوّقة على إحدى إذاعات «الصف الأوّل» في لبنان، تعرّف الجمهور اللبناني أخيراً إلى «ماري روز». إنّها حبيبة الفنان اللبناني محمد إسكندر الذي قرّر نقل «أكبر غرام بهالأرض» إلى القفص الذهبي... مدنياً.

إذن، بعد «ودّع العزوبية»، عاد إسكندر إلى الساحة الفنية ممتطياً موضوع الساعة بامتياز: الزواج المدني. للوهلة الأولى، قد تخال الأمر مجرد مزحة. كيف لا ومنذ عودته الثانية إلى الساحة الغنائية، يواجه محمد اسكندر الاتهام تلو الآخر بعد كل أغنية يخرج بها. سلسلة الاتهامات التي وجّهت إلى «أبو فارس» كانت على خلفية مضمون أغنيات «قولي بحبني» و«جمهورية قلبي» و«ضد العنف»، وبلغت حدّ عدم منحه تأشيرة دخول إلى كندا بعدما شنّت جمعية «حلم» (مونتريال) المعنية بالدفاع عن حقوق المثليين والمثليات والأقليات حملةً شرسةً عليه بدعوى أنّ أعماله «تشجّع على العنف والذكورة وكره المثليين» (الأخبار 24/8/2012 _ 5/11/2012)... فهل أراد إسكندر تبييض صفحته من خلال أغنية «ماري روز» (ألحان سليم سلامة وتوزيع فادي جيجي)؟ «أنا كنت مفكّر هيك بس صراحة تفاجأت بالعكس» يقول كاتب كلمات الأغنية فارس إسكندر لـ«الأخبار»، موضحاً أنّه فيما كان يُعدّ الطريقة المناسبة لإقناع والده بهذه الأغنية، قوبل بإيجابية لم يتوقعها منه. لكن هل ركب محمد إسكندر الموجة، خصوصاً أنّ موضوع الزواج المدني صار «بضاعة مربحة»؟ يؤكد فارس أنّ فكرة الأغنية تعود إليه حصراً، وقد استوحاها من سلسلة الأحداث التي عاشها المجتمع اللبناني في الفترة الأخيرة، أبرزها «تأييد نسبة كبيرة من الشباب اللبناني للزواج المدني، ودعم رئيس الجمهورية ميشال سليمان له، وآخرها زواج خلود ونضال (الأخبار 21/1/2013)». وهنا، يشدد فارس على أنّ هذا العمل الجديد يثبت «زيف» كل الاتهامات التي وجّهت إلى والده، لافتاً إلى أنّ الأغنيات السابقة كانت تتطرّق إلى ظواهر موجودة في المجتمع، و«تضع النقاط على الحروف، لكن هنّي ما بدّن يشوفوا». الاتصال بـمحمد اسكندر لم يكن ممكناً، إذ سافر إلى المغرب بعيد تصوير أغنية «ودّع العزوبية» مع سام كيّال للإعداد لأولى مشاركاته في «مهرجان موازين» في ليلة 31 أيّار (مايو) المقبل. لكنّ فارس يذكر أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت والده إلى تقديم أغنية «ماري روز»، مستعيداً جملة قالها له محمد اسكندر أثناء الإعداد للأغنية: «في هذا البلد لم نستطع الوصول إلى أي نقطة إيجابية بسبب الطائفية». لكن ماذا عن مضمون الأغنية؟ يحاول محمد إسكندر في هذا العمل طمأنة حبيبته إزاء الصعوبات والعوائق التي ستعترضهما بسبب اختلاف طائفتيهما. ويتوجّه إليها بالقول: «حرام يتفرّق قلبي وقلبك باسم الدين»، مضيفاً: «يا عالم، الله محبّة، لا تلوموا المغرومين» ويطرح أخيراً فكرة الزواج المدني. اللافت أنّه بعد أقل من 24 ساعة على إطلاقها، لاقت «ماري روز» صدى بين صفوف بعض أنصار الزواج المدني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. «العروس» خلود سكّرية مثلاً شاركتها على صفحتها الخاصة على فايسبوك، معتبرةً أنّها «مهضومة»، قبل أن تجد طريقها إلى صفحة «تزوّجنا مدني... عَ قبالكن». لكن مهلاً! فالأغنية التي ارتدى فيها محمد إسكندر لباس المدنية، لم تبتعد كثيراً عن أجواء «جمهورية الحريم»: يطالب صاحبنا بالزواج المدني «حتّى ما نغلط بالسرّ»!