يُطلق الفيلم على الشاشة قريباً إيذاناً ببدء حملة إعلانية واسعة، تتضمن لوغو جديداً للمحطة، وشعارات منوعة تعلن توجّهها الجديد. وسيتواكب ذلك مع إطلاق استديو جديد للأخبار متطور بصرياً وتكنولوجياً عبر تقنية HD، متكئاً على غرافيك وإخراج جديدين وسياسة أكثر انفتاحاً. وستشمل الحملة المرتقبة الملصقات الإعلانية في الطرقات، وعدداً من الصحف والإذاعات.
«شاشة صغيرة وبتساع الكل» هو أحد الشعارات المقترحة التي راح الضاهر يفاضل بينها. شعارات تدلّ على أن لعبة الألوان لا تقتصر على الشكل فحسب، بل ثمة رسالة يراد إيصالها. يقول الضاهر: «يهمني أن «أعمل شي حلو»، لكن ليس فقط لدعوة الناس إلى مشاهدة القناة، بل لأقول للمشاهد: تفاهم مع جارك. أنا لا أغير ديكور استديو الأخبار عبر طلاء جدرانه بالألوان فقط، بل لأخاطب الجميع. اليوم ثمة صدمة في العالم، الرئيس الأميركي باراك اوباما يرفع السماعة ويهاتف الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني، وكل منهما يعتبر الآخر الشيطان الأكبر»! يشرح أكثر منطلقاً من الأزمة السورية: «منذ سنتين ونصف سنة، يخوّن اللبنانيون بعضهم. ماذا حصدوا؟ كل حزب سياسي استأثر بلون معين، احتُكرت الألوان. هل يتبقى لي وأنا «أشتغل تلفزيون» الأبيض والأسود فقط؟ إنها دعوة للحوار عبر القول بأنّ الألوان لكل اللبنانيين».
نقول له بأنّ lbci أسهمت في تكريس هذا الواقع عبر تبنيها خطاً سياسياً معيناً، فيجيبنا: «لم أغيّر سياستي، كنا نعرض ما يحصل على الأرض. لكن عندما كان يحصل خطأ، كنا ننتفض، تماماً كما فعلنا لدى استخدام الكيماوي في سوريا. وذكّرنا في المقابل بأنّ هناك حوالى مئة الف ضحية أيضاً ماتوا بالرصاص. إذن نحن نتخذ موقفاً من قضية ما، بغض النظر عن هوية المذنب فيها».
ينتقل الى الحديث عن استديو الأخبار الجديد الذي يتم تجهيزه على أساس تقنية HD العالية الجودة وإن كانت الانطلاقة في المرحلة الأولى ستعتمد تقنية SD (البث العادي). ويضيف: «في عام 2011 نقلنا نشرة الأخبار من الإطار الجامد الى المتحرك، وقد سبق إطلاقها تدريب فريق العمل على مدى أربعة أسابيع. واليوم «نحضّر لشي حلو»». ولدى قولنا بأنّ استديو الأخبار الجديد لم يكن وقتها على قدر المتوقع، يعلق: «على الأقل غيّرت ما هو نمطي على مستوى الصورة والمضمون. صار بالإمكان مثلاً أن يحتل خبر أو ظاهرة اجتماعية مكان الخبر السياسي في مقدمة النشرة».
يسبق الضاهر اليوم غيره من القنوات اللبنانية باعتماد تقنية HD، وهو الباحث الدائم عن أحدث التقنيات المعتمدة في مجال الإعلام والتواصل. يستغرق في حديثه معنا عن آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجالي الانترنت والبث الرقمي والإعلام العصري، ويتوق لحيازتها كلها. يقول «قناتنا من أقدم القنوات في لبنان ويفترض أن أطوّرها بشكل دائم. لذا غيّرت معداتي وكاميراتي وفق التقنيات الحديثة». ثم يفتح جهاز الكومبيوتر مجدداً، ويطلعنا وفق جداول إحصائية على أكثر البرامج مشاهدة في قناته (ومن بينها البرنامج الكوميدي «كاميكاز»، و«التاريخ يشهد»)!
«الأولوية اليوم لنظام «الديجيتال» وليس التماثلي، ولتقنية HD وليس SD» يقول، قبل أن يشرح هذه التقنية بأنّها «تسمح بالحصول على صورة فائقة الجودة. وتتطلب اعتماد HD عبر أربع مراحل، الإنتاج (كاميرات)، ومركز البث، ووسيلة النقل وصولاً الى تلفزيون المشاهد». وعما إذا كان امتياز هذه التقنية سيكون محصوراً بالميسورين، يرد: «حتى أصحاب التلفزيونات العادية سيحصلون على صورة أفضل. واعتمادي هذه التقنية سيشجّع كثيرين مع الوقت على حيازة تلفزيونات HD».
الانفتاح ليس جديداً ؟
من باب تعزيز التوجه الإنفتاحي لـ «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، يخبرنا بيار الضاهر بأنّه ضمّ أخيراً إلى طاقم القناة، كل من رنا بطرس خوند، وفتون رعد التي يلفت إلى أن «والدها قريب من الحزب السوري القومي الاجتماعي» (هل نصنّف الأولاد حسب سياسة الآباء؟). هل هذا توجه جديد في القناة؟ «كلا! لكنّه جانب لا يحبّ الناس تظهيره».
«بيارو» خط ثالث!
حين نسأل الشيخ بيار عن فتح الخطوط مجدداً مع السعودية، يبتسم ويجيب: «لماذا يجب أن نكون إما مع إيران أو مع السعودية؟ بداية انتقدنا «حزب الله» لقيامه بالأمن الذاتي. وعندما سلم المهمة للأجهزة الأمنية، قلنا «برافو». أنا ضد الأمن الذاتي في الإجمال في لبنان. وضد القتل في سوريا، سواء ارتكبه النظام أو المعارضة؟ نأخذ موقفاً من أنظمة تقتل شعوبها وليس من أشخاص. هذه السياسة ليست جديدة في lbci، لكن عند ولادة أي أزمة، يسارع الناس الى تصنيفك». نقول له بأنّ ما عزز الشكوك بوجود التحالف مع السعوديين، هو إستضافة القناة أخيراً للنائب عقاب صقر مثلاً، فيعلق بقوله: «وقبل أسابيع، استضفنا النائب حسن فضل الله. إذا كان الأخير هادئاً وصقر حاداً، هل هذه مشكلتنا؟ يحق لكل مواطن أن يطلّ عبر شاشتنا».