رام الله | بعد دعوتها إلى التظاهر ضد زيارة زعيم حزب «كاديما» الإسرائيلي شاؤول موفاز رام الله، والقمع الذي مارسه عناصر الأمن على المسيرة التي أقيمت في دوّار المنارة في مركز رام الله، رفضت مجموعة «فلسطينيون من أجل الكرامة» دعوة مباشرة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الاجتماع به من أجل تدارك الموقف. وعلمت «الأخبار» أنّ عباس كلّف محمود العالول عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» بالتفاوض مع أعضاء المجموعة، كما شكّلت الرئاسة لجنة خاصة للتحقيق في «الأحداث المؤسفة» التي جرت أخيراً، عقب انتشار خبر زيارة موفاز رام الله. لكنّ المجموعة رفضت أي شكل من أشكال الحوار قبل محاسبة المسؤولين عن قمع المتظاهرين والاعتداء على عدد من الصحافيين واحتجاز بعضهم.
وبعد أيام من التظاهرات والاحتجاجات التي أدت إلى تأجيل زيارة موفاز، بدأت تتصاعد الدعوات إلى محاسبة المسؤولين عن قمع المتظاهرين والاعتداء عليهم. يأتي هذا في ظل إعلان الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري أن هناك «عناصر خارجية» تحرك الاحتجاجات، وما جرى هو «عراك» بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفر عن إصابة عناصر أمنية. لكنّ المتظاهرين ردّوا عبر صفحتهم على فايسبوك (فلسطينيون من أجل الكرامة) بالاستهزاء واتهام الأجهزة بانتهاك حقوقهم الأساسية في التظاهر والتعبير عن الرأي سلمياً. وطالبت المجموعة بـ«إقالة مدير شرطة في محافظة رام الله والبيرة (عبد اللطيف القدومي) ومدير مركز الشرطة في رام الله محمد أبو بكر». كذلك طالبت بـ«تشكيل لجنة قانونية مستقلة ترأسها شخصيات قانونية نزيهة ومستقلة للبحث في الانتهاكات الخطيرة التي اقترفتها الأجهزة الأمنية المسلحة وعناصر الشرطة». وأضافت المجموعة: «نطالب مؤسسات المجتمع الأهلي بإدانة هذه الاعتداءات والعمل على ملاحقة الأجهزة الأمنية التي باتت تهدد السلم الأهلي». وسرعان ما استُجيبت الدعوة، إذ أعلنت «الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان» في بيان لها أنّها «تنظر بقلق بالغ إلى الاعتداء الذي تعرضت له مسيرة سلمية كانت متوجهة (من دوّار المنارة) إلى المقاطعة (مقر الرئاسة) للتعبير عن رفضها للزيارة المتوقعة لشاؤول موفاز». ودانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين اعتداء العناصر الأمنية على أحد أعضائها (الصحافي محمد جرادات) قبل اعتقاله ونقله إلى قسم المباحث في شرطة رام الله. وبعد احتجاز المصوّر الصحافي أحمد مصلح، والاعتداء بالضرب على مصور وكالة «رويترز» سائد هواري، وعلى الصحافيين محمود حريبات وعصام الريماوي خلال تغطيتهما لتظاهرة مساء الأحد، دعت النقابة إلى التظاهر صباح اليوم الثلاثاء أمام مقر وزارة الداخلية في المدينة. ودعت مجموعة «فلسطينيون من أجل الكرامة» كلّ «الفلسطينيين في المدن والقرى الفلسطينية من حيفا وجنين إلى الخليل والرملة، إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية والمسيرة المتجهة من دوّار المنارة إلى المقاطعة عند الخامسة من مساء اليوم». وقال النقيب عبد الناصر النجار إنّ «ما حدث من اعتداء الأمن على الصحافيين بالغ الخطورة، ويرتقي إلى مستوى الجريمة». وكان عشرات من عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية بلباس مدني، قد هاجموا مسيرة خرجت لرفض زيارة موفاز رام الله ومنعوا وصولها إلى مقر الرئاسة. وبعد سقوط عدد من الجرحى، قام المتظاهرون بالدعوة إلى مسيرة ثانية رفضاً لقمع عناصر الأمن (أجهزة «دايتون» كما يسميها المتظاهرون). ورفعت التظاهرات شعارات تطالب بإقالة قائد شرطة رام الله، لكنها هوجمت من قبل العناصر الأمنية التي حاولت اعتقال المتظاهرين، ما زاد من حدّة الهتاف ليصل إلى المطالبة بسقوط «حكم العسكر» في رام الله.