الدوحة | لا لـ«محبوب العرب» في قطر، ولا موعد للطامحين إلى النجومية باللحاق في طابور اللاهثين وراء الشهرة والظهور في برنامج المواهب «أراب آيدول» المتوقع عرضه في غضون أشهر على MBC. لقد لفظه المجتمع القطري حفاظاً على «التقاليد والدين الحنيف والثقافة، وحماية للشباب من الإفساد والانحدار الأخلاقي والثقافي»!
الخبر بات مؤكداً. نظرة على جدول مواعيد اللقاءات التي يعقدها أعضاء لجنة التحكيم مع الشباب الطامح إلى دخول البرنامج في المدن العربية، تبيّن أن موعد اللقاء الذي كان مقرراً في الدوحة في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي قد أُزيل تماماً عن أجندة Arab Idol. وفي اتصال مع أحد المكلفين بترتيب استضافة البرنامج، أكد أنّ القرار صحيح وتم الاعتذار نهائياً عن عدم تنظيم فقرة البرنامج في الدوحة. ويتزامن ذلك مع استبيان الكتروني أجرته مجموعة من طالبات «جامعة قطر» حول آراء الناس في استضافة برنامج «أراب آيدول». وقد أظهر الاستبيان أنّ %6.1 من القطريين يرحّبون بالبرنامج مقابل %93.9 يرفضونه بدعوى أنّه لا يناسب «عادات وتقاليد بلد مسلم مثل قطر». أما الصحف المحلية التي هلّلت لموعد الاستضافة وأبرزت خبر الموعد القطري مع «أراب آيدول»، فسرعان ما تراجعت أمام الرفض الشعبي للبرنامج.
عجيب أمر قطر! خلال السنوات الأخيرة، كانت الدوحة دار الأمان لمختلف أطياف الإخوان المسلمين، وتحديداً المتناغمين مع خطّ الشيخ يوسف القرضاوي. حصدت هذه المرحلة ثماراً غير متوقعة عبر الثورات العربية التي حققت لـ«الإخوان المسلمين» أحلامهم وطموحاتهم السياسية العريضة. وقد ازداد الحضور السلفي المتشدد في قطر في ذروة انفتاحها على العالم! على المستوى الاجتماعي، حين ترصد «القضايا» الساخنة التي تقلق المجتمع القطري وتتصدر عناوين الصحف المحلية، ستجد مثلاً «مانشيت» باللون الأحمر يستنكر الاحتفالات بهالويين وعيد الميلاد، أو قبلة بين عاشقين في مكان عام، أو ارتداء فتاة لسروال قصير (شورت) في أحد المراكز التجارية، أو قد تقع على خبر عن فنانة في فندق لبناني يروّج «للخلاعة»!
يحار المرء في تحديد الهوية الاجتماعية والنفسية للمجتمع القطري، فهي مزيج من الوهابية (استعادت بريقها مع افتتاح أكبر مسجد في قطر تحت مسمى «الإمام محمد عبد الوهاب») والسلفية وغرق في الأمركة أو التغريب! وكانت حملة قد انطلقت سابقاً على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الجمهور بمنع فريق البرنامج من دخول الدوحة. أكثر من ذلك، نظم عدد من القطريين حملة على تويتر للاعتراض على استضافة «محبوب العرب» في قطر، مطالبين الجمهور بمقاطعة البرنامج الذي «يخالف عادات وتقاليد المجتمع القطري المحافظ»!